كيف تعمل الحكومة على توسيع دائرة الربط الكهربائي مع دول الجوار؟
كرسـت الحكومة جهودهـا خلال السنوات الماضية، لتنفيـذ العديـد مـن مشروعات الربـط الكهربائي مـع دول الجوار الإقليمي والدولي، سواء بلدان الدائرة العربية أو الأفريقية، أو القارة الأوروبية.
وتسهدف مشروعات الربط الكهربائي الدولي، وتحديدًا مشروع الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان، والذي سيتم توقيع عقوده، اليوم الخميس، تحسين موثوقية قطاع الكهرباء المصري، والسماح بتبادل القدرات الكهربائية على المستوى الإقليمي.
وسافر لتوقيع عقود المشروع وفد مصري رفيع المستوي برئاسة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندسة صباح مشالي رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لنقل الكهرباء، مع الجانب القبرصي باليونان.
ومن المتفق عليه أن يتحمل الجانب المصر تكلفة إنشاء المنشأت الخاصة بالمشروع على الأراضي المصرية فقط، فيما يتحمل الجانب القبرصي واليوناني كلفة المنشأت علي أرضه، على أن يتم تنفيذ الربط الكهربائي من خلال كابل بحري عبر البحر الأبيض المتوسط يمتد من الأراضي المصرية إلى قبرص ومنها لليونان، بطول 1650 كيلومترًا.
تحولات قطاع كهرباء مصر
التحولات الذي شهدها قطاع الكهرباء في مصر خلال السنوات السبع الماضية، أهلته ليكون من أبرز القطاعات الداعمة والجاذبة للإستراتيجة التنمية الاقتصاجية في مصر، وجذب العديد من الشركات الأجنبية.
ويعد مشروع المزرعة الشمسية في مدينة بنبان غرب محافظة أسوان، أحد المشروعات المصرية الجاذبة للإستثمارات الأجنبية، ما أهل المشروع لحصد جائزتين عالميتين، الأولي جائزة "Global Award" لعام 2017، وجائزة البنك الدولي لعام 2018 كأفضل مشروع للبنك الدولي، كما حصد جائزة التميز الحكومى العربى 2019 – 2020، فئة أفضل مشروع حكومى عربى لتطوير البنية التحتية على المستوى العربي.
مصر محور إقليمي للطاقة بين قارات ثلاث
واصلت مصر العمل مع الاتحاد الأوربي، من أجل تقييم الخيارت الممكنة لتيسير تبادل الطاقة الكهربائية عبر البحر المتوسط، عبر استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة، وذلك عبر ربط محتمل بين تونس وإيطاليا، وكذلك الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان.
ويمكن لمحطات الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان، أن تعمل علي نقل الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة إلي أوروبا .
اختيرت مصر مركزًا للتحكم التنسيقي لدول الربط الكهربائي الدولي، وهو ما سعت إليه القيادة السياسية في مصر، بحسب الدكتور أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
وقال “حمزة”، إن مشروعات الربط الكهربائي بين مصر ودول الجوار يأتي وفقًا للرؤية السياسية لمصر، أن تكون مركز محوري لتبادل الطاقة، وخاصة لما تملكه من موقع استراتيجي، وشبكات ذكية، ومراكز تحكم إقليمية، واحتياطي يقترب من المعدل العالمي يساعد على تصدير الكهرباء .
وأضاف أن مصر لديها أيضا شبكة قومية قوية، وعلاقات طيبة مع دول الجوار، وهو ما انعكس على تلك المشروعات التي سوف تعود على مصر بمردود ايجابي اقتصاديًا وعلى إستقرار الشبكة القومية لنقل الكهرباء فنيًا.
وأشار إلى أن مصر لديها نظرة مستقبلية للربط بين الثلاث قارات "إفريقيا وأسيا، وأوروبا " لنصبح مركزا للطاقة الكهربائية، خاصة أن لدينا ربط فعلي حاليا مع السودان وليبيا في الجزء الإفريقي، ومع الأدرن في الجانب الأسيوي.
استراتيجية الطاقة لـ"قبرص"
يدعم نيكوس أناستاسيادس، رئيس جمهورية قبرص، مشروع Interconnector EuroAfrica ويعده ضمن المشروعات ذات الأهمية الكبرى، خلال كلمة له في ندوة الطاقة الثامنة 2020 في نيقوسيا، والتي يننظمها معهد الطاقة لجنوب شرق أوروبا "IENE"، وشركة مؤتمرات الإتصالات Way Media Financial .
وتستهدف إستراتيجية الطاقة لجمهورية قبرص، التي تقوم على أساس تخطيط استراتيجي شامل، رفع عزلة الطاقة عن قبرص من خلال التعاون المتبادل والمنفعة مع دول المنطقة المجاورة الكبرى.
- تطوير سوق داخلي للطاقة والتحول التدريجي لقبرص إلى الطاقة الخضراء و "الاقتصاد الدور ي".
- استغلال الموارد الهيدروكربونية داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
الذي سيربط قبرص بمصر واليونان عبر كابل بحري، والذي سيكون في الأساس " طريق الكهرباء السريع" الذي يربط إفريقيا والشرق الأوسط بأوروبا".
مصر تضئ أفريقيا وآسيا وأوروبا
تغزو الشبكة القومية لنقل كهرباء مصر بقدراتها الكهربائية العملاقة القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا، عبر مشروعات الربط الكهربائي الدولي، والمتثملة في:
أولًا: مشروعات الربط مع دول آسيا
السعودية: يتم تبادل 3 ألاف ميجاوات بين البلدين في أوقات الذروة، بتكلفة 1.6 مليار دولار.
الأردن: سعة الخط تبلغ 450 ميجاوات، تم إنشاؤه في 1998، وتسعي لزيادة السعة لتصل إلي 3000 ميجاوات، وقامت مصر بتصدير 380.6 جيجا وات/ساعة خلال العام 2020 .
فلسطين: خط بقدرة 30 ميجاوات، تعادل قدراته 30% من احتياجاتها.
ثانيًا: مشروعات الربط مع دول أفريقيا
السودان: قدرة المرحلة الأولي من المشروع 300 ميجاوات
يضم الخط 300 برج علي الأراضي المصرية، بتكلفة استثمارية تقدر بحوالي 56 مليون دولار، إطلاق التيار الكهربائي بقدرة 50 ميجاوات 12 يناير 2020، وبلغت الكهرباء المصدرة منذ شهر أبريل من العام 2020 وحتي شهر مايو من العام 2021 تبلغ 577.7 جيجاوات/ساعة، وتستهدف مصر رفع قدرات خط الربط الكهربائي بين مصر والسودان لتصدير 600 ميجاوات بنهاية عام 2022
ليبيا: تصدير الكهرباء بقدرات تقارب الـ 40 ميجاوات؛ عبر خط ربط مشترك منذ 1998، وتبلغ الكهرباء المصدرة لدولة ليبيا خلال العام 2020 (671.3جيجاوات/ساعة)، وتم نقل الخبرة المصرية في مجال إقامة محطات كهرباء الطاقة الشمسية، كما تستهدف الوصول الي 150 ميجاوات في خط ليبيا.
ثالثًا: مشروعات الربط مع دول أوروبا
-قبرص واليونان: يمثل المشروع نقطة الإنطلاقة بين مصر ودول أوروبا، قدرة خط الربط الكهربائي نحو 2000 ميجاوات.
العائد الاقتصادي
يري الدكتور حافظ سلماوي رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء السابق، أن أهم عائد في مشروع الربط الكهربائي بيم مصر وقبرص واليونان ودول الجوار هو فتح مجال لتصدير الطاقة المتجددة حيث أن الاتحاد الاوروبي وضع شرط اساسي لتصدير الكهرباء للدول الأعضاء في الاتحاد من خلال الطاقة المتجددة فقط وليس من محطات انتاج تقليدية من الوقود.
وأضاف سلماوي في تصريح خاص لـ "الدستور"، أن مصر تملك امكانيات كبيرة من شمس ورياح وهو مايساعد على زيادة وجذب استثمارات اجنبية جديدة في قطاع الطاقة المتجددة في ظل فتح أسواق جديدة تعتمد على تلك المحطات ، حيث يعد مشروع الربط بين مصر وقبرص واليونان مقدمة للربط مع دول اووربية اخري ويعطي مصر مرونة كبيرة في تنويع مصادر الطاقة المتجددة وادخال انتاج الكهرباء من الهيدروجين .
وحول مشروع الربط مع قبرص واليونان، قال “سلماوي”، إن المشروع قدرته الاجمالية 2000 ميجاوات على دائرتين كل واحدة 1000 ميجاوات ويساعد على استقرار الشبكة القومية المصرية ، كما أن التصدير لدولتين أعضاء في الاتحاد الاوروبي يساعد في الحصول على تمويلات من مؤسسات أوروبية بتسهيلات كبيرة.