وزير الري: المشروعات الأحادية في دول منابع النيل تؤثر على مواردنا المائية
قال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، إن الزيادة السكانية تمثل تحد رئيس للموارد المائية في مصر، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يصل إجمالي السكان في مصر لأكثر من ١٧٥ مليون نسمة في عام ٢٠٥٠، وهو ما يمثل ضغطًا كبيرًا على الموارد المائية، بالإضافة للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية في ظل الارتفاع الملحوظ لدرجة الحرارة.
وأضاف الوزير "وما تشهده مصر وغيرها من دول العالم من ظواهر جوية متطرفة وغير مسبوقة مثل الأمطار الشديدة التي تضرب مناطق متفرقة من البلاد، بالإضافة لارتفاع منسوب سطح البحر وتأثير ذلك السلبي الخطير على المدن والمناطق الساحلية وخاصة دلتا نهر النيل وغيرها من دلتاوات الأنهار والمناطق المنخفضة حول العالم.
وأضاف أن الندرة المائية التي تعاني منها مصر، بالإضافة للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية تجعل الموقف المائي في مصر شديد الحساسية تجاه أي مشروعات أحادية يتم تنفيذها في دول حوض النيل، دون وجود اتفاقيات قانونية عادلة وملزمة لتنظيم هذه المشروعات والحد من تأثيراتها السلبية على المياه فى مصر.
وأشار حجم المياه الخضراء "مياه الأمطار" في إثيوبيا، والذي يصل إلى أكثر من ٩٣٥ مليار متر مكعب سنويًا من المياه ، وأن ٩٤ ٪ من أراضي إثيوبيا خضراء ، في حين تصل نسبة الاراضي الخضراء في مصر إلى ٦ ٪ فقط ، وأن إثيوبيا تمتلك أكثر من ١٠٠ مليون رأس من الماشية تستهلك ٨٤ مليار متر مكعب سنوياً من المياه، وهو ما يساوي حصة مصر والسودان مجتمعين.
ولفت إلى أن حصة إثيوبيا من المياه الزرقاء "المياه الجارية بالنهر" لحوالي ١٥٠ مليار متر مكعب سنوياً منها ٥٥ مليار في بحيرة تانا و ١٠ مليار في سد تكيزى و ٣ مليار في سد تانا بالس و ٥ مليار في سدود فنشا وشارشارا ومجموعة من السدود الصغيرة، بخلاف ٧٤ مليار في سد النهضة، كما تقوم اثيوبيا بالسحب من بحيرة تانا للزراعة دون حساب.
هذا بالإضافة لإمكانيات المياه الجوفية في إثيوبيا بإجمالي ٤٠ مليار متر مكعب سنويًا، والتي تقع على أعماق من (٢٠-٥٠ مترًا فقط من سطح الأرض، وهي عبارة عن مياه متجددة، في حين تعتبر المياه الجوفية فى صحارى مصر مياه غير متجددة وتقع على أعماق كبيرة تصل لمئات الأمتار.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية، في الجلسة المنعقدة بتقنية الفيديوكونفرانس عن "تأثير التغيرات المناخية علي الموارد المائية في منطقة شرق المتوسط"، وذلك ضمن فعاليات "المؤتمر الثاني الدولي لتغير المناخ في شرق المتوسط" والمنعقد تحت رعاية الرئيس القبرصي.