«الإفتاء»: النبى محمد ضرب أعلى قدوة فى حُسن الخلق
أيام قليلة ويحتفل العالم الإسلامي بميلاد خير البشرية، فمع بداية شهر ربيع الأول، وهو الشهر الذي ورد فيه النبي عليه السلام، تقوم المؤسسات الدينية بنشر منهج النبي في الدعوة، وتطلق حملات عن حياة النبي وسيرته العطرة.
كما تقوم فرق الإنشاد الديني منذ بداية الشهر بمدح الحبيب، وتقام الأمسيات الدينية متحدثين عن مطارم وأخلاق النبي، بينما تقام الاحتفالات متغنية بسيرة ومنهج سيد البشرية.
وبهذه المناسبة، خصصت دار الإفتاء، بث مباشر عبر صفحتها للرد على كافة ما يتعلق بسيدنا محمد عليه السلام من حكم الاحتفال به مرورًا بأخلاقه وكرمه، ومن بين تلك الأسئلة التي ورد إليها من سائل يقول: كيف كان النبي متمما لمكارم الأخلاق؟ وكيف نطبق ذلك في الواقع؟
من جانبها قالت الدار: لقد حدد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الغاية الأولى من بعثته والمنهاج الواضح في دعوته بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ» رواه مالك في "الموطأ".
وأضافت الدار، فقد حث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه على حُسن الخلق؛ فقد سُئل صلى الله عليه وآله وسلم: أي المؤمنين أفضل؟ قال: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» رواه أحمد، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَجَالِسَ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي أَسْوَأُكُمْ أَخْلَاقًا» رواه البيهقي في "مسند الشاميين".
حكمة مشروعية العبادات للبشرية
وأشارت الدار إلى أن الله قد شرع العبادات، لتهذيب النفس البشرية، وتحليها بالأخلاق الكريمة، فالصلاة والصيام والزكاة والحج وما شابهها الهدف الأسمى منها تهذيب أخلاق الإنسان في عبادته لله، وتعاملاته مع غيره من أفراد مجتمعه.
ووأوضحت أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ضرب أعلى قدوة وأرفع مثل في حُسن الخلق، وصدق الله العظيم حيث يصفه بذلك فيقول تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]؛ فلم يذكر التاريخ أرفق ولا أحكم ولا أرحم ولا أجود ولا أكرم ولا أشجع من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد سكب الله في قلبه من العلم والحلم، وفي خُلُقه من الإيناس والبر، وفي طبعه من السهولة والرفق، وفي يده من الجود والكرم؛ ما جعله أزكى عباد الله رحمة، وأوسعهم عاطفة وأرحبهم صدرًا، وقد سُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خُلُقه صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالت: "كان خُلُقه القرآن".
هل تعد أخلاق النبي؟
ونوهت الدار بأنه قد سُئل الإمام علي رضي الله عنه عن أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال للسائل: "هل تستطيع إحصاء نعم الله التي منحها لعباده في الأرض؟" فقال: كيف لي بذلك؟ قال: "كيف تريد مني إحصاء خُلُقه صلى الله عليه وآله وسلم وقد وصفه الحق جل وعلا بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.
وأكدت الدار على إن أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم أكبر من أن تُحصى، ويجب علينا نحن المسلمين أن نقتدي به، ونتأسى بأخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم في تعاملنا مع الآخرين، ونتحلَّى بالحلم والعفو، والحياء، والجود والتواضع، والوقار وحسن الأدب كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.