«المتألقان».. أحمد السقا وكريم عبدالعزيز 30 سنة نجومية وصداقة
لا يمكن وصف أحمد السقا وكريم عبدالعزيز، إلا بأنهما حالتان فنيتان شديدتا الخصوصية، ولا نتكلم هنا من منطلق «الثنائيات»، بل من منظور التجربة المتفردة لكل منهما التى ربما تشابهت ظروف بدايتها، لكن تنوعت واختلفت وتطورت فى مشوارى النجمين.
وقرر مهرجان الجونة السينمائى تكريم أحمد السقا بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعى فى دورته الحالية، فى حين منح مهرجان القاهرة السينمائى كريم عبدالعزيز جائزة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فى دورته الثالثة والأربعين التى تقام أواخر نوفمبر المقبل.
وتعتبر تلك التكريمات أصداء أو انعكاسًا طبيعيًا لحالة الشغف التى يعيشها الجمهور تجاه هذين النجمين، اللذين لهما حضور جماهيرى كبير، ليس فقط لأنهما ممثلان محترفان نجحا فى كل أدوارهما، بل لأن لهما رحلتى صعود متدرجة عشقها المشاهد أو يمكن أن نقول عشقتها الأجيال التى فتحت أعينها على أدوارهما فى الشاشة الفضية والسينما، كما تشابهت فى بعض الأحيان ملابسات أو ظروف بدايتهما وتطورهما الفنى، إلى جانب علاقتهما التى تطورت إلى صداقة وطيدة على مدار مسيرتهما وأصبحت حديث المنتديات. فى السطور التالية، تتتبع «الدستور» جوانب من المسيرة الاستثنائية للنجمين الكبيرين، ورحلة صعودهما الناجحة، وملامح من حياتهما الشخصية وغيرها.
ولدا فى عائلتين فنيتين وصعدا بمجهودهما وموهبتهما وليس بالمحسوبية
التشابه الأول والأساسى فى بدايات النجمين، كان فى أنهما ولدا فى عائلتين فنيتين، فوالد «السقا» هو المخرج المسرحى صلاح السقا، أما «كريم» فوالده هو المخرج السينمائى الشهير محمد عبدالعزيز، ومع ذلك فقد سلك كل منهما طريقه بمجهوده وليس بمساعدة أسرته.
أما التشابه الثانى فتمثل فى أن ظهور كل منهما كان من خلال أداء مشاهد قصيرة فى عدة أعمال درامية، لكنهما حظيا بظهور مؤثر من خلال مشاهد مكثفة دقيقة بأداء احترافى جذاب ترك أثره فى الجمهور من أول وهلة.
ربما ابتسم الحظ لـ«السقا» وهو يبدأ أولى خطواته وسط عمالقة التمثيل أمثال نور الشريف ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى، من خلال الدراما التليفزيونية، قبل أن يكتشفه المخرج محمد فاضل عام ١٩٩١، فى مسلسل «النوة»، ثم يقدمه سعيد مرزوق فى «هالة ومعالى الوزير»، وعاطف الطيب فى «ليلة ساخنة»، و«المراكبى» و«نصف ربيع الآخر» مع يحيى الفخرانى، ثم فى «من الذى لا يحب فاطمة» و«زيزينيا»، ثم «هارمونيكا» مع محمود عبدالعزيز.
أما الصعود نحو القمة، فبدأ عام ١٩٩٨ عبر تجربة ناجحة فى فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» فى تعاون ناجح مع محمد هنيدى أثمر عن ثلاثة أعمال أخرى، هى «همام فى أمستردام» ومسرحية «ألاباندا» ومسرحية «عفروتو» ليقدم بعدها فى عام ٢٠٠٠ «شورت وفانلة وكاب»، ثم قدم مع عمرو عرفة فى ٢٠٠١ أولى بطولاته السينمائية فى فيلم «أفريكانو»، ليثبت قدميه بعد ذلك على بساط السينما، محققًا عشرات النجاحات الممتدة حتى وقتنا الحالى.
لم تختلف ملابسات صعود «كريم» عن صديقه، فقد ظهر بشكل بسيط فى عدة أعمال وأتيحت له الفرصة للظهور مع الزعيم عادل إمام فى ٣ أفلام «البعض يذهب للمأذون مرتين»، و«قاتل مقتلش حد»، و«المشبوه»، وأمام محمود يس فى «انتبهوا أيها السادة» ومع سمير صبرى فى «منزل العائلة المسمومة».
وبدأ الجمهور يتعرف على الموهبة الجبارة لكريم عبدالعزيز مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ فى مسلسل «امرأة من زمن الحب» مع الفنانة سميرة أحمد، ثم أعاد المخرج شريف عرفة اكتشافه فى فيلمى «اضحك الصورة تطلع حلوة» أمام النجم أحمد زكى، و«عبود على الحدود» مع الراحل علاء ولى الدين وأحمد حلمى، ثم قدمته المخرجة ساندرا نشأت فى بطولة جماعية مع منى زكى وأحمد حلمى فى «ليه خلتنى أحبك»، قبل أن تسند إليه البطولة المطلقة فى ثنائية «حرامية فى كى جى تو»، و«حرامية فى تايلاند»، ليبدأ صناعة نجوميته على الساحة الفنية فى عام ٢٠٠٣ بفيلم «الباشا تلميذ» وتتوالى أعماله الناجحة حتى وقتنا الحالى.
كريم: «السقا» أخويا من 30 سنة.. والأخير: باخسر منه فى البلايستيشن
العلاقة بين «السقا» و«كريم» لم تكن مجرد زمالة فى مهنة واحدة، لكنها تطورت للصداقة القوية التى دامت لأكثر من ٣٠ عامًا، وهو ما كشفه الأخير فى أكثر من لقاء تليفزيونى، معتبرًا أن «السقا» أكثر من أخ له، وعلاقتهما بدأت منذ عام ١٩٩١، وصداقتهما ممتدة بين أسرتيهما.
وتحدث «السقا» عن «كريم» فى لقاء له مع الإعلامية إسعاد يونس، عن أنه دائمًا ما يتواصل مع كريم عبدالعزيز ويتشاركان فى لعب كرة القدم باستمرار، قائلًا: «كريم دايمًا بيكسبنى فى البلايستيشن».
ورغم ذلك لم يجتمع الثنائى فى أى مشروع فنى خلال الثلاثين عامًا الماضية، وحين تم ترشيح «السقا» لتجسيد البطولة أمام كريم عبدالعزيز فى فيلم «ولاد العم» عام ٢٠٠٩، وتحديدًا شخصية «دانيال» التى جسدها الفنان شريف منير، اعتذر بسبب انشغاله وقتها بالتحضير لفيلم «إبراهيم الأبيض»، وما لا يعرفه الكثيرون أنه هو من رشح شريف منير للشخصية بعد اعتذاره عن الدور.
ويظل هناك أمل فى أن يجتمع الاثنان فى عمل فنى، بعدما أعلنت المخرجة ساندرا نشأت منذ عام عزمها تقديم فيلم يجمع بين«السقا وكريم وأحمد عز، لكن حتى الآن لم يدخل المشروع حيز التنفيذ.
حققا أعلى الإيرادات.. والثنائى: مفيش بينا منافسة
نجح الثنائى فى تحقيق أعلى الإيرادات خلال أفلامهما، لكن الصدفة وضعت أعمالهما فى مواجهة بعضها أمام شباب التذاكر، وقد بدأت هذه المواجهة أثناء عرض فيلم «ليه خلتنى أحبك» لكريم عبدالعزيز فى عام ٢٠٠٠، فى الوقت الذى طرح فيه أحمد السقا فيلمه الأول «شورت وفانلة وكاب» وتفوق الأخير من ناحية الإيرادات نسبيًا.
كما حققت أعمال الاثنين أعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية بفيلم «هروب اضطرارى» لأحمد السقا فى موسم عيد فطر ٢٠١٧، ثم «الفيل الأزرق ٢» لكريم عبدالعزيز فى موسم عيد الأضحى ٢٠١٩.
ورغم تلك المنافسة لم تتأثر صداقتهما، وحرص كريم عبدالعزيز على تأكيد تلك الحقيقة خلال لقاء له مع الإعلامى محمود سعد، عندما وجه له سؤال «إنت بتنافس أحمد السقا لكنه تفوق عليك فى الإيرادات؟»، ليرد «كريم»: «السقا أخ لى وسعيد بنجاحه ولا يوجد بيننا شىء اسمه منافسة».
تعلق الجمهور كثيرًا بالشخصيات التى جسدها الثنائى، وبالنسبة لـ«السقا» عشق المشاهد شخصية «تيتو» فى الفيلم الذى يحمل نفس الاسم، وشخصية «منصور الحفنى» التى قدمها فى «الجزيرة»، و«إبراهيم الأبيض» فى الفيلم الذى حمل نفس الاسم أيضًا، وأطلق عليه الجمهور لقب «فارس السينما المصرية» بعد فيلم «شورت وفانلة وكاب».
كما تعلق الجمهور أيضًا بشخصية كريم عبدالعزيز، حيث حكى الأخير ذات مرة أن المشاهدين لقبوه بـ«ألباتشينو»، لكنه لم يكن يحب هذا اللقب، ولا يميل إلى أن يسميه أحد بأى لقب أو أسماء، لكن المتابعين كانوا يتذكرونه دائمًا بشخصيات «بسيونى بسيونى» فى «الباشا تلميذ»، و«رضا» فى فيلم «فى محطة مصر»، و«عربى» فى «فاصل ونعود»، و«يحيى» فى «الفيل الأزرق»، وزكريا يونس فى «الاختيار»، إلا أن الجمهور أحب أن يناديه بـ«أبوعلى» نسبة لشخصية حسن أبوعلى فى فيلم حمل نفس الاسم عام ٢٠٠٥.