«القومي للترجمة» يصدر «الزمن المؤجل» للشاعرة إنجبورج باخمان
صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة، أحدث ترجمات الكاتب سمير جريس، كتاب "الزمن المؤجل"، مختارات من شعر، الشاعرة النمساوية إنجبورج باخمان، ترجمة سمير جريس و يوسف ليمود.
ويقول المترجم يوسف ليمود، في مقدمة ترجمته لكتاب "الزمن المؤجل"، على الرغم من شهرتها الكبيرة، وعلى الرغم من عشرات الترجمات ومئات الكتب والدراسات التي كُتبت عنها في لغات العالم المختلفة، لا يكاد القارئ العربي يعرف اسم إنجبورج باخمان؛ إذ لم يترجَم من أعمالها إلى العربية سوى المجموعة القصصية "العام الثلاثون"، أما شعرها فلم يُترجم منه، حسب علمنا، سوى نثار يُعد على أصابع اليد الواحدة، وتم ذلك في الغالب عبر لغة وسيطة، وليس من الأصل الألماني.
وأضاف، ولعلها المرة الأولى هنا، التي يشترك فيها مترجمان، لغتهما الأم هي العربية، في ترجمة كتاب شعر من لغة أخرى. المألوف أن تكون العربية لغة أحدهما الأم، والمترجَم منها هي اللغة الأم للآخر، والسؤال هو ما جدوى هذه التجربة وقد كان بإمكان أحدهما أن يقوم بالمهمة منفردًا؟ النص المترجم وما مر على مسوداته من تعديلات كان الجواب.
كيف تقاسم جريس وليمود ترجمة كتاب "الزمن المؤجل"
وتابع "ليمود" موضحا:ـترجم كل منا نصف القصائد وأرسله للآخر ليُعمل فيه ملاحظاته واقتراحاته، خصوصًا في بعض الكلمات أو السطور الملتبسة، المتناثرة في العديد من قصائد باخمان، خاصة الملحمي منها. عبر هذه التبادلية أخذت النصوص المترجمة شكلها شبه الأخير.
وكان قد أوكل لي سمير مهمة الصياغة النهائية لتعميد النصوص كلها في ماء واحد، مثلما أوكل لي مهمة كتابة هذه المقدمة. لا يفوتنا هنا أن نقدم الشكر للشاعر المغربي حسن نجمي الذي قام بمقارنة العديد من القصائد بالترجمة الفرنسية وإبداء ملاحظاته التي أفدنا من بعضها.
و تعتبر الشاعرة النمساوية إنجبورج باخمان إحدى القامات العالية التي شكّلت حساسية الأدب الناطق بالألمانية لجيل ما بعد الحرب، ذلك الجيل الذي حمل ذنب كونه ابنًا لمن صنعوا المأساة.
ولدت باخمان في 1926 في أسرة سعيدة في ظل أب كان يعمل ناظر مدرسة، ورفقة أخ وأخت في بيت ريفي وحديقة، إلى أن جاءت الصدمة الأولى التى ستهز هذا الكيان الصغير بعنف لحظة سماع هدير جحافل هتلر وهتافاتهم وهم يجوبون الشوارع بعد اجتياحهم النمسا. كانت في سن الثانية عشرة يومذاك. سوف يصير الخراب الشامل الذي وقع بعد ذلك المادةَ الرئيسية التي ستُفجر باخمان في لحمها إمكانات اللغة.
لفتت باخمان الأنظار إليها سنة 1953 بديوانها "الزمن المؤجل" الذي حصلت به على جائزة جماعة 47، وهي الرابطة التي أسسها جيل أدباء ما بعد الحرب، وكان من أعضائها، الروائي الألماني جونتر جراس والشاعر الروماني، اليهودي، بول سيلان، الذي كان سجينًا وقت الحرب ورحل إلى فيينا 1947 حيث التقى باخمان وجمعتهما علاقة حب جارف سرعان ما خبا. وعلى الرغم من هجرة سيلان إلى باريس وزواجه من فنانة الجرافيك الفرنسية جيزيل دو ليسترونج، ظلا يتبادلان الرسائل والأخبار الأدبية حتى انتحاره سنة 1970 بإلقاء نفسه في نهر السين.