مدير لقاح أكسفورد: أولوية الدول الغنية في توفير جرعة ثالثة لشعوبها سيسفر عن وفاة مئات الآلاف في الدول الفقيرة
حذر مدير "فريق لقاح أكسفورد" أندرو بولارد، من أن مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم سيموتون بسبب كوفيد هذا الخريف،وذلك بسبب إعطاء الدول الغنية الأولوية لطرح جرعات معززة لأفرادها "المحصنين للغاية" بدلاً من تقاسم الجرعات .
وقال بولارد في خطاب لصحيفة "الجارديان" البريطانية إنه في حين أنه من الممكن أن تساعد الجرعة ثالثة في حماية بعض الأشخاص، فإن "الفائدة المحتملة" للغالبية العظمى تعد "صغيرة"،لأن معظم الأشخاص الذين أخذوا جرعتين من اللقاح "يتمتعون بالفعل بحماية عالية" من كورونا .
وأضاف أن "فشل"الدول الغنية في مشاركة مزيد من اللقاحات هذا الصيف - إلى جانب قراراتها الشروع في طرح برامج معززة واسعة النطاق- يعني أن أعدادًا كبيرة من الوفيات التي كان من الممكن تجنبها، أصبحت الآن أمرا حتميا .
وتابع قائلا إن إمدادات اللقاحات إلى البلدان الفقيرة تتحسن بالفعل ومن المرجح أن تشهد مزيدا من التحسن، ولكن بالنسبة لمئات الآلاف من الأشخاص، لن يكون ذلك قريبًا بما يكفي.
وأشار بولارد إلى إنه "من المدهش حقًا" أنه خلال شهر نوفمبر المقبل، سيحصل 50 في المئة من سكان العالم على جرعة واحدة على الأقل لحمايتهم من كورونا، منوها أن "التقدم الملحوظ" الذي أحرزه العالم ضد فيروس كورونا خفف من وطأة المأزق الأخلاقي غير مريح لقضية عدم المساواة في تقسيم الجرعات.
وأكد أن "تحصين 50 في المئة من العالم يخفي عدم المساواة الجسيمة. فإن أكثر من 95 في المئة من الناس في البلدان منخفضة الدخل لم يتلقوا حتى جرعتهم الأولى، بينما تم تحصين أكثر من 60 في المئة في البلدان ذات الدخل المرتفع. نحن محصنون، لكنهم ليسوا كذلك."
وخلص قائلا: "لإحداث تغيير في معدل الوفيات العالمي هذا العام، لا يكفي أن نعد بتقاسم الجرعات- مليار جرعة في المجموع تعهدت بها مجموعة الدول السبع في يونيو- بل يتعين علينا في الواقع إعطاء الجرعات لأولئك المعرضين لخطر الموت، وإعطائهم اللقاحات قبل أن يواجهوا الفيروس".