قائد معركة «تبة القنطرة»: أسقطنا طائرات الفانتوم والكوماندوز ضربت النقطة 48 للعدو
كانت مدة خدمتي فى الجيش المصري 6 سنوات، حيث بدأت من 1971 وانتهت فى 1977، وكان فى ذلك الوقت حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967 وكانت الدولة تقوم ببناء جيش قوى لخوض الحرب لاسترداد الأرض مرة أخرى.
ولم يتأخر شباب مصر عن تلبية نداء الوطن وذهبنا للتجنيد، وتلقيت تدريبات بعدد من الفرق القتالية، والتحقت بالوحدة 1565 بسلاح الدفاع الجوي السرية الحية، وكنت عريف مقاتل برتبة صف ضابط في إحدى الوحدات التي كانت تحت قيادة العميد أحمد تحسين شنن في وقتها، وكنت ملحق بالسلاح الدفاع الجوي الذي كان يمنع تقدم طائرات العدو كما شاركت في حرب الاستنزاف وإسقاط 3 طائرات من طيراز "الفاتنوم" والتي كانت تعد من اقوي وأحدث الطائرات في ذلك الوقت.
بهذه العبارات قال العريف مقاتل الأمير عبد المجيد عبد الرحمن، مقيم بالاسكندرية، أحد أبطال حرب اكتوبر بسلاح الدفاع الجوي إن نصر أكتوبر يأتي كل عام ليجدد الأمل في الجيش المصري وأن رجال القوات المسلحة رمز القوة التي تقف أمام الأعداء وهم من يحموا مصر علي مر العصور.
وأكد عبد المجيد أنه التحق بسلاح الدفاع الجوي، هو كان يعتبر من أحدث الأسلحة داخل الجيش المصري يتخصص في اصطياد الطائرات التي تعوق تقدم أفراد الجيش خلال الحرب أو خلال حرب الاستنزاف، حيث قمنا بالفعل بالعمل علي إسقاط 3 طائرات من جيش العدو من طراز "الفاتنوم" وكانت تعتبر أقوى وأحدث الطائرات في جيش الاحتلال، إضافة إلى أنه تمت السيطرة علي "تبة القنطرة" والتي كانت يستخدمها العدو لمنع تقدم القوات المصرية، كما استطعنا وقف تقدم طائرات العدو واسقطنا 3 طائرات من حاملات الصواريخ وخلال هذه المهمة أصيبت واستشهد 2 من زملائي وأصيب ثلاثة آخرين اثناء العودة، حيث كانت المجموعة مكونه من 7 أفراد وكنت قائدها.
بعد 48 عامًا على مرور حرب أكتوبر المجيدة تذكر الأمير تفاصيل المعركة، وقال إن هذة الحرب لن تنسي من ذاكرة كل فرد شارك فيها، حيث علمنا أننا سنخوض الحرب قبلها ب72 ساعة، لأننا كنا علي الجبهه وكانت من اصعب المهام، عندما اقتربت من الجبهة نظرت لخط بارليف وسألت نفسي هل سنستطيع عبور هذا الساتر العملاق، وتردد هذا السؤال في ذهني كثيرا بسبب نقاط إطلاق النابالم المنتشرة على الضفة الشرقية المحتلة، والتي كانت مربوطة بنقطة إشارة إسرائيلية حصينة تدعى النقطة 48، والتي كانت مهمتها تعتمد على إبلاغ قيادات العدو بأي حركة من المصريين عن شعورهم بأن الجيش المصري سيعبر القنال، ولهذا أطلقنا على نقطة عبورنا من خط بارليف اسم معبر 48، ولهذا كانت تلك النقطة أول النقاط التي تم تدميرها بقوات الكوماندوز لقطع الاتصال بالقيادة الإسرائيلية ومنع إطلاق النابالم أثناء العبور.
وتابع المقاتل أن الجيش المصري لم يكن يحارب إسرائيل فقط ففي يوم 18 أكتوبر كنا نري الطيران الأمريكي على مسافات منخفضة وكنا نستطيع تمييزه حيث كانت الطائرات بلون مختلف عن طيران العدو الإسرائيلي، وأيضا كان شعار وعلم أمريكا كان مرسوم على ذيل الطائرات ولم يكن هناك وقت لديهم لتغييره بشعار إسرائيل، موضحا أن إسرائيل انتهت فعليا خلال 6 ساعات وكان الجيش المصري مسيطر تماما على سيناء، لدرجة أن تم اسر اللواء عساف ياجوري بالكامل ما جعل الرئيس السادات يقبل بوقف إطلاق النار، لأنه كان يعرف أنه في حرب مع دولة أخرى وأن الجيش المصري بذل كل ما في وسعة للحصول على أرضه مرة أخرى.
واختتم عبد المجيد، حديثه قائلا: "فخور بأنني شاركت في هذا الملحمة العظيمة وكنت أحد أبطال هذا النصر واعتز بشهادة التقدير التي منحت لي عقب الحرب على ماقمت به انا وزملائي من الكفاح والإصرار علي هزيمة الأعداء وحماية الأرض والوطن حتي تظل مرفوعة بين الدول".