هدى عبدالمنعم: العلاج بالرقص معروف فى الطب النفسى.. ودافعى لكتابة الرواية بث الأمل
نشرت هدى عبدالمنعم 3 روايات «هاجس، وأثر الفراشة، ومتسع للرقص» عن دار كيان للنشر والتوزيع وهي خريجة كلية الإعلام قسم صحافة جامعة القاهرة وعملت لفترة بالصحافة الثقافية.
وحول آخر أعمالها «متسع للرقص» التقت «الدستور» هدى عبد المنعم وكان هذا الحور..
سناء وسبيل فتاتان تعانيان الفقد وتمران بالكثير من الأزمات النفسية.. كيف كان الباعث على كتابة الرواية؟
تسنى لي معرفة شخص يعاني من اضطراب القلق المزمن، فأحببت أن ألقي الضوء على هذا الاضطراب، دون أن أحوله إلى مأساة، بل كان دافعي للكتابة أن أبث بعض الأمل في حيوات أشخاص يتماسون مع شخصيات الرواية.
أدرجت الرقص هنا كعلاج.. في رأيك هل يكون الرقص والفن الشكيلي والقراءة وغيرها علاجات لسوء الحالة النفسية؟
بالتأكيد هذه الأنشطة تحسن المزاج المعتل لكن الأزمات النفسية شأن آخر. والمقصود هنا ليس الرقص الحر كهواية، بل تحت إشراف طبيب نفسي؛ العلاج بالرقص والحركة هو علاج نفسي معترف ومعتد به مثل العلاج السلوكي والمعرفي.
وصفت الرقص وكأنه حالة من السمو الروحي والانفصال عن العالم.. بعيدا عن تلك النظرة التي تتهمه بالتدني والخلاعة؟
كلمـة السـر هـي لغـة الجسـد؛ حين يتوحـد الشخص مـع حركتـه لا حـركات الرقـص نفسـها؛ ليـس الرقـص مجـرد تمريـن بـدني، بـل لغـة للتواصـل بـدلًا مـن الـكلام، ووسـيلة للتنفيـس عـن المشـاعر وتفريغ الطاقـة السـلبية. يؤكد المتخصصون أن ذلـك يساعد بوجـه عـام عـلى الإحسـاس بالأمـان في العلاقــات مــع الآخريــن والتصالــح مــع النفــس وإيجــاد التــوازن العاطفــي.
الرواية بولوفونية أو متعددة الأصوات فمرة تحكي سبيل ومرة يحكي الرواي العليم.. ألم تخشي انفصال القارئ عن الرواية بسبب هذه التقنية؟
لقد جربت بالفعل كتابة الرواية كاملة تارة بصوت الراوي العليم، وتارة أخرى بصوت الراوي المتكلم للبطلتين، لكن آثرت في النهاية أن أجعل الأحداث التي مرت بها (سبيل) فقط والتي دونتْها في مفكرتها بصوت المتكلم؛ كي يتفاعل القارىء مع طريقتها في التعبير عن مشاعرها وكأنه يقرأ مفكرتها بالفعل.
تعالج الرواية الكثير من الأزمات النفسية والمختلف أنها تمنح بعض العلاجات غير المنظور إليها مثل الرقص.. وكأنك تبرهنين أن العلاج موجود دائما ولكن لا ينظر إليه الكثيرون.. ما رأيك؟
في الحقيقة، العلاج ليس دائمًا موجود، ولا أقصد أن الرقص أكسير سحري يحل كل العقد أو حتى ملائم لكل الأشخاص، قصدت أن أصوره كرمز وتيمة للمثابرة وعدم الاستسلام.