«ميراث الخير».. قصة عائلة قبطية تتسابق على «رسالة الأديان» من الأقصر إلى الغردقة
هناك أُناس يمضون خلف الخير مهما كلفهم الأمر، ولا يعيرون الأسماع وينصتون سوى لمن يدلهم على طريق إلى مساعدة إنسان، وينفقون بلا حرص في سبيل تفريج كرب أو إطعام مسكين، دون النظر إلى دين أو جنس أو لون أو أي شيء آخر.. هذا ما تفعله عائلة رمزي عجايبي القبطية، والتي اعتاد أفرادها على التنقل ما بين الأقصر والغردقة بالبحر الأحمر، دون أن يتركوا “شعلة الخير” التي تتوارث بين أبناء الأسرة.
وخير عائلة عجايبي لا ينقطع، من موائد إفطار للصائمين في رمضان، ووجبات جاهزة لغير القادرين، والتكفل بمصاريف تلاميذ في المدارس.
وقال محارب رمزي عجايبي، والذي يقيم بمدينة الغردقة، إنه وإخوته يحرصون على التبرع الدائم لأعمال الخير، ولا ينتظر تسمية الدين ولا يعرف الانتماء، مشيرًا إلى أن "فقط الخير وعون كل محتاج هو رسالة كل الأديان".
عادةً سنوية توارثها الأبناء من الأب وأوصي بها الأبناء الأحفاد، هم أبناء محارب عجايبي مواطن مسيحي مصري، من أقصى صعيد مصر، وتحديدًا من محافظة الأقصر، والذين تعاهدوا سَنَوِيًا بإقامة موائد إفطار سنوية طوال شهر رمضان للمسلمين بنطاق إقامتهم، إلا أن فيروس كورونا حاول منعهم هذا العام، بعد قرارات الحكومة بمنع إقامة سرادقات موائد الرحمن الرمضانية لمنع الزحام وحرصا على سلامة المواطنينمن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وفي وسط مدينة الغردقة وتحديدًا بشارع النصر، يتواجد محارب رمزي عجايبي، كل عام بين إخوته المسلمين في هذا الشارع الكبير، وينظم مائدة كبيرة تحوطها مقاعد كثيرة تتجاوز 200 مقعد، ويتبرى إخوته في الأقصر والذين يسيرون على نفس النهج، أيهما يستطيع أن يستقطب أكبر عدد ليفطر في مائدته ويكرمه بضيافته وكسب ثواب إفطار صائم.
وتابع:"نحرص أنا وإخوتي في كل عام على إقامة موائد الرحمن، وأنا علشان عايش في الغردقة بعملها هنا، وإخوتي في الأقصر بيعملو كده وأكثر، ومفيش حاجة اسمها ده مسلم وده مسيحي، اسمه مصري جار وصديق وأخ وأسرة، الناس بتحب بعض وهتفضل تحب بعض والتعايشوالمحبة سر من أسرار المصريين".
ولفت إلى أنه لم تمنعه إجراءات كورونا من الاستمرار في عادته السنوية، في مشاركة المسلمين في شهر رمضان، مؤكدًا أنها ليست فضلًا أو مِنه ولكنها مشاركة مجتمعية وتقارب ومحبّه لإخوته من المسلمين، وعملاً بوصيّة والدهم.
وأوضح أن إخوته يقومون بتجهيز وتوزيع وجبات رمضان للصائمين بمحافظة الأقصر وهي بلدتهم الأساسية ومنشأه هو وإخوته، لافتًا إلى أنهم من زمن طويل يحرصون على تلك العادة التي باتت إرثًا سنَوِيًا لن يتوقفون عنه.