«أهو علام ببلاش».. كيف سخرت ريم النجمي من فوائد الزواج بالمترجمين؟
قالت المترجمة المغربية ريم النجمي إن إشكاليات الترجمة في العالم العربي متعددة وتحتاج لسلسلة من المقالات لنتحدث عنها، أبرزها إشكالية توفيق المترجم بين عمله الترجمي الإبداعي ومهنته التي توفر له دخلاً، وهو ما يجعل المترجم في العالم العربي في تحد مستمر، إذ أن المكافآت عن الترجمة لا تكفي لعيش كريم ولا تسمح بالتفرغ لترجمة الأدب وحده إلا في حالات نادرة.
أضافت النجمي أن هناك إشكاليات أخرى تتعلق باللغة وبغياب مفردات معينة في اللغة العربية، خاصة تلك التي تعبر عن أشياء حديثة أو عوالم غير عربية مثل العوالم البحرية أو الباردة، وإن وجدت مصطلحات مناسبة لغويًا فإنها لا تستخدم أو منسية وغير معروفة، ما يجعل المترجم في حالة اجتهاد دائمة ليكون النص أمينًا وسلسًا في الوقت نفسه.
وترى أن "إشكاليات الترجمة متعددة لكن اخترت في اليوم العالمي للترجمة أن نلامس بعضها من خلال هذا النص الساخر على لسان زوجة مترجم تتحدث فيه عن فوائد الزواج به:
١- يعمق متعة القراءة باللغة الأجنبية: إذا كان زوجك مترجمًا فلن تحتاجي عزيزتي إلى معجم ثقيل تعودين إليه إذا استعصت عليك كلمة في الفهم، يكفي أن تأخذي كتابك وتجلسين بجانبه وكلما وقفت أمامك كلمة صعبة، اسأليه وسيرد فورا وبطريقة أوتوماتيكية فورية وشافية. "واديكي بتتعلمي لغات ببلاش! " الأمر نفسه ينطبق على الأفلام الأجنبية، ولا الحوجة لأنيس عبيد وممكن تكسري قلة وراه.
٢- سيوافق على كل ما تريدين: المترجم يا عزيزتي، يقضي يومه في الترجمة الفورية أيضا، كل ما يقوله الآخرون يكرره المترجم في اتجاهين، في آخر اليوم ستكون طاقته الكلامية قد استنفذت تماما حتى كلمة "لا" تحتاج منه إلى طاقة، بادري عزيزتي إلى تقديم الطلب في هذه اللحظة وموفقة بإذن الله
٣- لن تشعري بالملل: دائما هناك كتاب جديد وقصة جديدة وشخصيات جديدة ستشاركك بيتك، ودائما هناك موضوع مسيطر على البيت، قد يترجم زوجك كتابا عن البحار فيأخذك في نزهة إلى متحف حياة البحر، وقد يترجم كتابا عن الطبخ السريلانكي فتأكلين الأكل الهندي والآسيوي لمدة شهر كامل غصب عن عين أهلك، لتدخلي معه في جو الكتاب، وقد تتحول اهتمامته إلى الكتب الطبية بسبب كتاب عن مرض الكبد فتعيشين في جو معقم لأسابيع" تحسي كدة انك فجاة تجوزتي طبيب جهاز هضمي"، إلى أن تنتهي الترجمة على خير... المهم خذي حذرك اذا كان يترجم كتابا عن القتل أو حرفة القتل، شيلي السكاكين من البيت!
٤- يجلب الدقة إلى حياتك: المترجم، الأمين طبعا، من الممكن أن يضيع نصف يومه وأحيانا يومه بالكامل ليقرر إذا كانت الكلمة المناسبة في هذا السياق ألحت أم أصرت؟ لذلك يجب أن تتعلمي الدقة في كلامك سيدتي، أن تحددي بالضبط إذا المطلوب قهوة مع حليب أو قهوة بحليب؟ سمعاكو بتقولو ايه الفرق؟ والله بتفرق مع المترجمين خصوصا اللي بيترجموا عن الألماني.
٥- ستسافرين كثيرا: بالإضافة إلى الإجازات الرسمية، سيشارك زوجك كمترجم في إقامات أدبية للمترجمين، صحيح في مناطق نائية وريفية معزولة "مايعلم بها إلا ربنا" لكن اعتبريها رحلة رومانسية "واهو تغيير برده".
٦- الطمأنينة الكاملة: لن يكون لزوجك المترجم وقت ليفكر بغيرك ولا للجلوس في المقهى أو مشاهدة مباريات كرة القدم، أي وقت فراغ سيتاح له سيجري إلى مكتبه ويعانق كتبه وحاسوبه ويعيش حياته الموازية مع حبيبته الترجمة.
٧- هدايا كثيرة: مهما كان لديه من وقت فراغ، فإن هوسه بالترجمة سيجعله في حاجة إلى المزيد من الوقت والمزيد من الوقت والمزيد من الوقت... ستظهر الهدايا من باب التعويض وقد ينتهي بك الأمر إلى أخذ مكافآت الكتب المترجمة بأكملها، ليه لأ!؟