الكنيسة المارونية فى احتفالات اليوم: الحسد يعتبر تجديفًا على الله
تحتفل الكنيسة المارونية، برئاسة المطران الأنبا جورج شيحان، اليوم بحلول الأربعاء من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب، وذكرى مار روحانا المرتّل أو قبريانوس السائح المعترف.
تقول الكنيسة إنه هو القديس قرياقوس الملقب بالروحاني وبالسريانية "روحانا". ولد سنة 446 في قورنثية وترهب في فلسطين مسترشدًا بحكمة القديس أفتيموس وترأس الدير وأحسن تدبيره وكان قدوة للجميع بتقواه وحكمته وإرشاداته، توفي عن عمر 107 سنوات وكتب سيرته أحد كبار المؤرخين، ودُعيَ في بعض الروزنامات المارونية "روحانا المرتل". وعلى اسمه أديرة وكنائس في لبنان.
وتكتفي الكنيسة في احتفالات اليوم بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله رؤيا القدّيس يوحنّا، وإنجيل القدّيس متّى، بينما تقتبس العظة من عظات القديس إسحَق النجمة وهو راهب سِستِرسيانيّ، لتحمل شعار: "الحسد هو تجديف على الرُّوح القدس وبالتالي على الله ".
تقول العظة: "إنّ ميزة هؤلاء الفاسدين الذين مسّهم الحسد هي أن يغمضوا أعينهم طالما استطاعوا، فلا يرون فضائل الآخرين؛ وحين تشتدّ بهم الصعاب وتتغلّب الحقيقة عليهم، حينها فقط يتوقّفون عن مهاجمتها والتقليل من أهميّتها. ففي الوقت الذي كانت فيه الجموع تتهلّل وتندهش لرؤية عجائب الرّب يسوع المسيح، نرى أنّ الكتبة والفرّيسيّين كانوا إمّا يحجبون نظرهم عمّا هو حقّ، وإمّا يحطّون من شأن ما هو عظيم، وإمّا يشوّهون ما هو حسن. فإذا بهم في ظرف معيّن يلعبون دور الجهلة ويطلبون من الكاتب آيات مميّزة: "فأَيُّ آيةٍ تَأتينا بِها أَنتَ فنَراها ونَؤمِنَ بكَ؟ ماذا تَعمَل؟" هنا نرى أنّهم لم يتجرّأوا على نكران هذا الواقع، فراحوا يحطّون من شأنه بأن يطلبوا آية من السماء، وكأنّ تلك الآية أتت من هذه الدنيا؛ فأنكروه قائلين: "إِنَّ فيه بَعلَ زَبول، وإِنَّه بِسَيِّدِ الشَّياطينِ يَطرُدُ الشَّياطين".
تضيف:"يا أحبّائي، إنّ هذا هو التجديف على الرُّوح الذي يجمع كلّ مَن تمّ تقييدهم بسلاسل الشعور الأبديّ بالذنب. فالتوبة ليست بعيدة عن منال من يثمر ثمرًا يدلّ على توبته إلاّ أنّ المرء عندما يرزح تحت ثقل الشرّ، لا تعود له القدرة على التطلّع إلى تلك التوبة التي تقود إلى المغفرة.
وبفضل حكم الله العادل والعميق، نرى أنّ المرء الذي يجد في أخيه نعمة تدلّ على عمل الرُّوح القدس، ولا يتمكّن من نكرانها مع أنّ الحسد يغمره، لا يتوانى عن النسب إلى تلك الرُّوح الشريرة ما هو على علم بأنّه آت من الرُّوح القدس. لقد رحل روع النعمة عنه وأعمى الخبث بصيرته، فتخلّى عن التوبة التي تقوده إلى المغفرة.
وهل هنالك أسوأ من أن نتجرّأ، بسبب الحسد من أخ لنا علينا أن نحبّه كأنفسنا، على التجديف على محبّة الله الذي علينا أن نحبّه أكثر من أنفسنا، وعلى إهانة عظمة الله بتكذيبنا للإنسان؟