محمود عبد العاطي شاب سكندري يحارب بتر ساقيه بكرة القدم
«تأدب في بلائك وتوجع بالحمد فأنت في حضرة قضاء الله وقدره».. هذه الجملة التى تجدها دائماً على منشورات الشاب محمد عبد العاطي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فالشاب السكندري الذي لا يذكر من طفولته سوى مشهد بتر ساقيه بالكامل، استطاع أن يخرج من دائرة الشفقة على النفس لدائرة الثقة ليمارس حياته بشكل طبيعي، وليس فقط الحياة العادية بل تخطاها ليمارس كرة القدم دون ساقين.
البتر في بداية العمر
ويقول محمد عبد العاطي لـ«الدستور»: «لم يكن أمام الأطباء للحفاظ على حياتي سوى بتر ساقي في سن الرابعة، ولا اذكر سوى انني استيقظت في المستشفي لأجد أمي تبكي، ولا أجد ساقي وحين سألت أبي بكى هو الآخر».
وأراد محمد الالتحاق بالتعليم الأزهري لكن بعد أقرب معهد أزهري عنه منعه عن ذلك، ليلتحق بمدرسة حكومية قريبة من المنزل، وخصصت المدرسة فصلاً في الطابق الأرضي له ولزملائه من ذوي الهمم لتسهل حركتهم في المدرسة بالمقعد المتحرك، وفي الأيام الأولى للمدرسة كان محمود يستغرب نظرات الناس له، لأنه لم يري في هيئته شيئاً غريبا كما يقول هو «كنت أشعر أنني طفل طبيعي لا أختلف عن غيري».
ورغم ظروف محمد إلا أنه حقق تفوق دراسي طوال دراسته، ويدرس حالياً في الصف الثالث الثانوي، وكان وقته مقسم بين القراءة وبين المذاكرة وأحيانا مواقع التواصل الاجتماعي.
مشاركة بالصدفة
إلا أن النقطة الفاصلة في حياته كانت منذ 6 سنوات حين شارك بالصدفة في دورة قدم رمضانية بحي العوايد بالإسكندرية كحارس مرمي فسحره ملمس كرة القدم.
ويقول عبد العاطي خلال الدورة الرمضانية وقفت حارس مرمي لفريقي وكانت حركة الكرة وملمسها شئ جديد على لكنه كان بمثابة السحر، وتحركاتي للدفاع عن المرمي أشعرتني بأنني اطير واحلق في السماء، وأنني أركل الكرة بقدمي لا يدي، وشعرت بانتصار عظيم، وهو ما دفعني للاستمرار في ممارسة اللعبة، ورغم أني كنت أخجل كثيراً من الطلب من أصدقائي لعب كرة القدم، إلا أنهم الآن يتشاجرون لضمي لفرقهم لمهارته الشديدة في لعب كرة القدم"
ولأن يديه هي البديل لساقيه فيمارس عبد العاطي تمارين شاقة لتقويتها ليستطيع لعب مباراة كرة قدم كاملة دون أن يشعر بأي الم.
ويشجع عبد العاطي فريق الأهلي وبسبب حبه للنادي الأهلي استقبله الكابتن محمود الخطيب في النادي وكرمه.
وبعيداً عن كرة القدم التى لا يجد محمد حتى الآن طريقة لاحترافها، ويمارسها فقط مع فرق الهواة المحلية في محافظته، إلا أنه يحلم أيضا بالالتحاق بكلية الطب، لانه يريد أن يجد فرص اخرى لانقاذ الحياة سوى البتر.