صدور طبعة ثانية من «وقائع عربية» لـ المنسى قنديل
أعلنت دار الشروق للنشر والتوزيع، صدور الطبعة الثانية من كتاب "وقائع عربية" للكاتب الدكتور محمد المنسي قنديل.
ومن أجواء الكتاب نقرأ: «هل نحن حقا -لا أحوجك الله إلى شيء- في حاجة إلي التاريخ، في حاجة لتلك النصائح المدسوسة تحت ركام الأحداث، المكتوبة بمداد باهت علي صحائف صفراء، أن نرهق ذاكرتنا بوقائع الماضي الميت، بينما نحن غارقون في فظاظة الحاضر، أجل، نحن بحاجة إليها لا كنصيحة جامدة، ولكن كتجربة دفع آباؤنا ثمنها سلفا، دفعوها حين عبرت أفواجهم رمال الصحراء يحملون للعالم القديم رايات الخلاص، ودفعوها حين استكانوا تحت السياط حتي تمر العاصفة ويواصلون صنع الحياة لذلك فالتاريخ العربي ليس في حاجة فقط للقراءة، ولا اقتباس المأثورات، إنه في حاجة ليعاد بناؤه من جديد، أن نزيل غبار الزمن ومداد السلطة، وخرافات العجائز ودس الأعادي حتي نعيده لصناعه الأصليين لنرى لماذا فعلوا كل هذا، لماذا ثاروا حين ثاروا؟ ولماذا استكانوا حين استكانوا؟ وكيف عاشوا الحياة في لحظة الحب، ولحظة الحرب، في لحظة الغزو ولحظة الذل، في لحظة الانتصار ولحظة الانكسار في لحظة الخوف، وفي لحظة الشجاعة».
فهل يمكن -أعانك الله- أن تفعل ذلك؟ أن تعيد ذلك؟ أن تعيد بناء الوقائع العربية من جديد وأن تكمل السطور الناقصة في كل الكتب الصفراء؟ أن نزيل الأسطورة ونستحضر السلف الغائب لعله يدعم حضورنا المهدد بالغياب؟ لعمري إنها لمهمة صعبة، ولكن -لحاك الله- من يا تري يقوم بها غيرنا؟.
نبذة عن الكتاب
هذا الكتاب يستنطق أرواح الأسلاف ويقدم سلة مليئة بحكاياتهم الشائقة، لا تنتمي للتاريخ الكبير بوقائعه المشهودة، ولكنها تغوص خلف تفاصيل التاريخ الصغير؛ تاريخ الناس الذين يعملون في صمت، ويموتون دون أثر من أجل استمرار مسيرة الحياة؛ وكلها ترسم صورة مرحة أحيانًا ومأساوية أحيانًا أخرى لكل العصور العربية، وتقودنا في النهاية إلى مصر أمِّ التاريخ التي عاشت كل طبقاته ودفعت ثمن وجودها غاليًا.