من روائع الادب العالمى
الغريب.. رواية الأديب العالمى ألبير كامى عن الحرية والشمس والملحد
الغريب هى أولى روايات الكاتب الكبير البير كامى الحاصل على نوبل فى الآداب والتى شرع فى كتابتها عام 1939 ونشرها عام 1942 فذاعت شهرته وأضحى واحدا من الكتاب المعروفين فى العالم.
وهذا لم يكن من قبيل المصادفة، ولكن لأن البير كامى فى روايته الغريب دخل دهاليز المنطقة المحظورة حيث الدخول إلى عوالم النفس البشرية ونزعاتها الجامحة إلى الحرية المفرطة التى تجتاح كل ما يقابلها من منطق أو عرف أو دين ، بطل الرواية شاب فرنسى يدعى ميرسو كان هو الراوى ، الذى بدأ حكايته من برقية وصلت إليه فى عمله بأن والدته قد ماتت فى دار المسنين.
توجه ميرسو إلى الدار والتقى المدير والنزلاء والرجل الذى احب والدته ، كان ميرسو غريبا كأنه لوح من الزجاج ليس له تضاريس ، أملس فى مشاعره لم يزرف دمعة واحدة على أمه كما أنه رفض رؤيتها داخل النعش ، وأثناء السير خلف جنازتها كان ميرسو يفكر فى الشمس التى ألهبت رأسه ، عاد ميرسو من المقابر إلى شقته ثم نام لعشر ساعات دون أن يفكر فى موت والدته ولما استيقظ التقى مارى وذهب معها إلى البحر ليستحما ومارس معها علاقة غير شرعية ثم رجعا إلى السينما ليشاهدا فيلما كوميديا . وكأن شيئا لم يحدث.
تمر احداث رواية الغريب على هذه الشاكلة ميرسو الذى لا يعير موت أمه التى أودعها دار للمسنين اي اهتمام. كما أنه لم يحب عشيقته مارى ولم يكرهها ، لا يقدم على زواجه ولا يرفضه إذا أرادت.
تدخل أحداث الرواية فى منعطف ٱخر حيث الشجار بين جاره القواد وغريمه العربى ، يشهر العربى سكينه فى الشمس أمام ميرسو فينعكس ضوءها على عينيه بسبب الشمس فيقوم بإطلاق النار على ذاك العربى فبقتله ،وهنا تبدأ محاكمة ميرسو ليس على قتل العربى فقط بل على قتله لأمه بتجاهله وإهماله لها.
نكتشف أن ميرسو ليس مؤمنا بالله ، ولا بالاعراف بل هو مؤمن بنفسه وحقه فى الحرية التى تمنعه فقط من الكذب لذا كانت اعترافاته بما فعل حقيقية دون اعتراف بجريرتة، فلقد اهمل والدته لأن وجودها فى دار المسنين سيكون أفضل من وجودها معه دون أن يهتم بها . كما أنه كان يؤمن أن التعود على الشىء السئ يجعله طبيعيا وعاديا .
كما اعتاد حياته فى السجن بعد أيام من دخوله ، غير أن الموت كان له مهابة فى نفسه بعد أن حكم عليه القاضى بالاعدام فى مكان عام ، وفى وسط هذا الكم من الرعب قال ميرسو أن اللامبالاة هى سر السعادة .