لماذا نضيء الشموع أمام الأيقونات؟.. الأنبا نيقولا أنطونيو يجيب
أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس والمتحدث الرسمي باسم الكنيسة في مصر بتصريح صحفي تحت شعار لماذا نضيء الشموع أمام الأيقونات؟
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو الوكيل البطريركي للشؤون العربية عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إن الشمعة تعبر تعبيرًا تصويريًا دقيقًا عن وقفة العابد أمام الله، فهي تظهر هادئة ساكنة وقلبها يشتعل اشتعالًا بنار ملتهبة تحرق جسمها البارد الصلب فتذيبه إذابة وتسكبه، فتنحدر متلاحقة تاركة خلفها هالة من نور يسعد بها كل من تأمّل فيها أو سار على هداها كما إن الشمعة الموقدة في بيت الله هي دعوة للعبادة الهادئة الحارّة المنيرة.
وأضاف أنه من أقوال الآباء عن الشموع أن الشموع الموقدة على المذبح هي علامة نور الثالوث الأقدسـ لأن الله لا يسكن إلا في النور، ولا يقترب إليه الظلام، لأنه نار آكلة تحرق كل ما هو خطيئة أو شر وان الشمعة الموقدة أمام أيقونة المسيح تعلن أن المسيح نور العالم، ينير لكل إنسان آتٍ إليه (يو ١:٩) كما أن الشمعة الموقدة أمام أيقونة العذراء تعلن أن هذه هي أن النُّور بالإضافة إلى ذلك فالشمعة الموقدة أمام أيقونة القديس تعلن أن هذا هو السراج المزين المنير الموضوع على المنارة في أعلى البيت ليضيء لكل من فيه.
وأشار إلى أن الشمعة الموقدة أمام أيقونات القديسين تذكيرنا بإشعاع القديس صاحب الأيقونة التي نضيء الشمعة أمامها، لأن القديسين هم أبناء النور كما ان الشموع توقد أمام أيقونات القديسين عمومًا كعلامة رمزية لاشتعالنا بغيرة قداستهم وحبهم وتقديم آية ملموسة من آيات التكريم والوفاء والتسبيح الصامت والشكر على ما يقدمونه نحونا من شفاعة أمام منبر المسيح.
وتابع: “الشمعة الموقدة تحثنا على إنكار الذات، إذ كما يخضع الزيت والشمع لإرادتنا، هكذا ينبغي بنفوسنا أن تحترق بشعلة المحبة في كل آلامنا خاضعين لمشيئة الرب، كما الشمعة الموقدة تعليمنا أنه كما أن الشمعة لا تشتعل بدون يدنا كذلك قلبنا، أي نورنا الداخلي، لا يضيء بدون نور النعمة الإلهية المقدس حتى ولو كان مليئاً بالفضائل التي هي في مطلق الأحوال مادة قابلة للاشتعال لكن النار التي توقدها لا تأتي إلاّ من الله”.