العزف على الورق.. «سهيلة» موهبة احترفت الرسم دون مُعلِم (صور)
7 سنوات كان عُمرها حين لامست يديها الورق، بحثًا عن أشياء بداخلها تُعبر عن معانيها بالرسومات.. ضجيج أحيانًا، وأفراح وأحزان في أحيان أخرى يبحث الفنانون عن تجسيدها في رسوماتهم على لوحات قد تبقى مجرد ألوان وأشكال في أعين الناظرين، غير أن قصصًا وحكايات بداخلها، يُحاول هؤلاء أن يكتبوها عبر إبداعاتهم، لتبقى كما لو كانت رواية تحكي حدثًا، لكنها من لوحة تظهر صامتة، لكنها تحوي كلمات غير مكتوبة، وأصواتًا ليست ناطقة.. «سهيلة طارق» وجدت نفسها ـ من دون اختيار ـ تفعل ذلك.
عشرون عامًا بات عُمر الفتاة الآن، من بينها 13 عامًا قضتها صحبة أقلامها ولوحاتها التي تروي خلالها حكاياتها، وما يُداعب عقلها، فرغم أن مسارها التعليمي كان بعيدًا عن موهبتها، لم تتوقف عن الإبداع في رحلتها مع القلم والورق، فمنذ السابعة من عمرها؛ اختارت سهيلة أن تبحث عن شغفها وأوقاتها السعيدة مع صديقها المُفضّل لتروي له ما يشغل بالها (الرسم).
منذ نعومة أظافرها؛ قضت الصغيرة أوقاتها المفضلة صحبة رسوماتها، وظلّت تُواصل سنوات دراستها من مرحلة لأخرى، حتى وصولها إلى وِجهتها الجامعية، حتى التحاقها بالمعهد العالي للحاسبات والمعلومات.. لم تكن دراسة الفتاة تشابه موهبتها، لكنها احترفت ما تعزفه يديها على الورق دون مُعلِم، لتُصبح تجاربها هي المُطور لموهبتها في كل مرة.
كان الأب حاضرًا بقوة.. بطلًا في حياة ابنته سهيلة، وداعمًا قويًا يدفعها إلى الأمام لتُنمي موهبتها أكثر فأكثر، حتى وصلت بإبداعاتها إلى أحد المعارض التي شاركت فيها، ثم كررت الأمر ثانية.. «كانت والدتي وصديقتي عزة هما أيضًا داعمتين بقوة بالنسبة لي، وكانت صديقتي تُشجعني دائمًا وتُشيد برسوماتي.. كنت أتوقف عن الرسم أحيانًا، لكنها كانت تُعيدني إليه من جديد»ـ تقول لـ«الدستور».
«سهيلة» التي تتجهز لعامها الأخير في رحلتها الجامعية، تحمل معها أحلامًا كبيرة لصقل موهبتها، وأن تُصبح أفضل وتحترف خامات جديدة في الرسم، إلى جانب الأكريلك والرصاص والفحم الأسود والأبيض، والتحبير.. «أحب الأشياء التي تصل بي للمعنى، أو تصف شعورًا ما.. أُحب الأشياء المعقدة مهما كان الوقت الذي سوف أقضيه لإنجازها».