مع البدء فيه
أصناف مصرية خالصة.. «القومي لإنتاج البذور» يحقق معادلة أفضل منتج وأعلى جودة للمحصول
منذ فترة طويلة وتحاول مصر ممثلة في وزارة الزراعة إنتاج تقاوي للخضر والفاكهة، إلى جانب استخراج أصناف مصرية خالصة، الأمر الذي يصفه متخصصون بطفرة ستشهدها البلاد في مجال الإنتاج الزراعي.
الدليل على ذلك كان البرنامج القومي لإنتاج البذور ذات الجودة العالية من حيث الكم والنوع ومقاومة الأمراض، بالشراكة مع خبرات أجنبية متقدمة في هذا المجال، بهدف استنباط أفضل أصناف المحاصيل المحلية.
بدأ البرنامج منذ فترة ولازال مستمرًا إلى الآن، فقد أعلن وزير الزراعة السيد القصير أن البرنامج سيكون مع شركات أجنبية، ولا توجد مشكلة في تمويل إنتاج بذور الخضراوات بعد ان أهتم الرئيس عبدالفتاح السيسي بذلك المشروع القومي.
وأكد القصير، أنه تم عرض نتائج إنتاج بذور الخضراوات على الرئيس وتمت الموافقة على 11 محصولًا تأتي الطماطم على رأس القائمة، كما تم تسجيل ما يقرب من 25 صنفًا والبدء في إنتاجها.
استطلعت "الدستور" آراء عدد من المسؤولين والمتخصصين لمعرفة آلية عمل المشروع والفائدة المرجوة منه والتي من المقرر أن تنعكس على المحاصيل والإنتاجية ومن ثم الاقتصاد المصري.
إنتاج تقاوي لتغطية الزراعات وإحداث توازن بالسوق
الدكتور أحمد عصام رئيس الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، يقول إنه تم تسجيل 24 صنفًا، وهجن من 10 أنواع من الخضر، الفاكهة، الفلفل، الكنتالوب، الكوسة والباذنجان، موضحًا أن الوزارة في طريقها للإكثار من هذه الأصناف، وسيتم التعامل على ثلاث محاور في البرنامج القومي لإنتاج البذور.
وتابع: أول هذه المحاور تسجيل الأصناف لعمل تغطية لجميع الزراعات من التقاوي وإحداث توازن في السوق المحلي أمام الأصناف المستوردة، وأيضا الحد من ارتفاع أسعار تقاوي الخضروات المستوردة.
ويشرح عصام لـ"الدستور": المحور الثاني للبرنامج القومي لإنتاج تقاوى الخضر يشمل التعاون مع الشركات الأجنبية لاستقدام أصناف بذور من الخارج إلى مصر وإنتاجها محليًا بالتعاون مع الشركات الأجنبية أصحاب الأصناف المستوردة من التقاوي والتي يتم إنتاجها محليًا.
ويضيف: "المحور الثالث يعتمد على استيراد أصناف مسجلة داخل مصر عن طريق الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي لعمل توازن في سوق التقاوي ويتم آثارها بكميات كبيرة من الأصناف المنتجة محليًا".
وأكد أن مصر لديها 84 ألف طن معتمد من تقاوي القمح وأن محطات الغربلة تقوم بعمليات تجهيز التقاوي وتم إنتاج 260 طن تقاوي شعير وتوزيعهم على الساحل ومطروح مجانًا من خلال مركز بحوث الصحراء.
واستطرد: تم إنتاج 2200 طن من تقاوي الفول البلدي محليًا وتجهيزها للمزارعين إلى جانب إنتاج 100% من تقاوي القطن من خلال الوزارة والذرة بالتنسيق بين إدارة انتاج التقاوى والقطاع الخاص".
تقليل الاستيراد من البذور
الدكتور أيمن حمودة، مدير معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي، يوضح أن البرنامج القومي لإنتاج التقاوي تم تدشينه في عام 2019 بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي لوزير الزراعة؛ بهدف تقليل استيراد تقاوي الخضر من الخارج وتوفير العملة الصعبة، وكذلك توفير التقاوي والبذور المحلية التي تلائم الزراعة في مصر.
ويشير إلى أن البرنامج يهدف إلى تخفيف الأعباء على المزارع، وتوفير تقاوي محلية لمواجهة أسعار التقاوي المستوردة مرتفعة الأسعار عن المحلية حيث أن بذرة الخيار على سبيل المثال يتم استيرادها بـ6جنيه بينما يتم إنتاجها محليًا في حدود 2 جنيه.
ويضيف حمودة لـ"الدستور" أن الهجن والأصناف التي سيتم إنتاجها محليًا لابد أن تتفوق على الأصناف المستوردة أو على الأقل تتساوى معها في الجودة وزيادة الإنتاجية للأصناف الموجودة في السوق، مشيرًا إلى أن البرنامج قائم على محور أجل من خلال جهد معهد بحوث البساتين.
ويوضح أنه كان هناك أصناف وهجين يتم تقيمها وتم تسجيلها لحوالي أكثر من 20 صنف وهجين ومنها 5 أصناف هجين طماطم و5 أصناف هجين بطيخ و2 هجين كنتالوب و3 أصناف فلفل و 5 باذنجان، وصنف فاصوليا وصنف بسلة، وصنف لوبيا.
يؤكد حمودة أن الخطة تهدف إلى الإكثار من التقاوي وهناك أصناف نزلت السوق من الخيار واللوبيا والبطيخ هجين طماطم أما بالنسبة للمحور الأجل؛ هو توفير برامج تربية لمحاصيل الخضر المختلفة لإنتاج أصناف مبشرة وستكون جميع أصناف التقاوي في السوق خلال عامين.
أستاذ تربية خضر: مصر تصنع التقاوي الرخيصة
الدكتور هاني الدوه، أستاذ تربية الخضر في كلية الزراعة جامعة الزقازيق، يقول: "إنتاج تقاوي الخضر من الأمور الهامة في الوقت الحالي، لأنها تقلل فاتورة استيراد التقاوي من الخارج والتي تتعدى المليارات سنويًا، لاسيما أن مصر تستهلك كميات كبيرة من التقاوي".
ويوضح أن التقاوي المستهلكة تكون هجين وتحديدًا محاصيل الطماطم والفلفل والباذنجان، مشيرًا إلى أنه يتم استيرادها من الخارج بكميات ضخمة، بالرغم من أن هناك إنتاج محلي للتقاوي ولكنها رخيصة الثمن والتي تنتج أنواع محددة من المحاصيل.
ويضيف لـ"الدستور": "الإنتاج الموجود في مصر حاليًا يحتاج إلى تطوير لأنه أصناف عادية أو هجن من مختلف المحاصيل، ولا تكون بالقدر الكافي وليس من المحاصيل ذات التقاوي غالية الثمن مثل التي يصل سعر كيلو التقاوي منها من 15 إلى 20 ألف دولار، عكس تقاوي البازلاء التي سعر تقاويها من 40 إلى 50 جنيهًا".
ويشير: "مهما أنتجت مصر مئات الأطنان من المحاصيل ذات التقاوي الرخيصة ستكون القيمة النقدية ليست مرتفعة، على عكس المحاصيل ذات التقاوي مرتفعة الثمن والتي سيتم إنتاجها بموجب البرنامج القومي لإنتاج البذور".
ويستكمل: "البرنامج سيساعد على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاج التقاوي، لاسيما إذا تم الاهتمام بمهارات التعبئة والتغليف والتصدير لأن مصر لديها سوق واعد في إفريقيا وآسيا، يستطيع شراء التقاوي المحلية ويكفي إننا سنعد تقاوينا بأنفسنا".
توصيات للمزارعين
ويوضح تقرير لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن هناك حزمة من التوصيات والتنبيهات للمزارعين، لضمان حصولهم على تقاوي عالية الجودة وذات إنتاجية عالية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بضرورة توعية المزارعين بكيفية الحصول على تقاوي جيدة ذات انتاجية عالية.
وتمثلت التوصيات في: "شراء التقاوي من محل أو منفذ مرخص له بالاتجار في التقاوي والتي يتم الإشراف والرقابة عليها، وأنه في حال رفض التاجر إعطاء فاتورة فحص تقاوي صالحة للزراعة، يتم الاتصال بإدارة فحص واعتماد التقاوي التابع لها، كما شددت التوصيات على عدم شراء تقاوي من عبوات مفتوحة، والابلاغ عن التجار الذين يقومون بالاتجار بدون ترخيص لمكاتب فحص واعتماد التقاوي".
أستاذ زراعة: بنك الأصول الوراثية طفرة في القطاع
يصف الدكتور محمد فتحي سالم، أستاذ الزراعة الحيوية جامعة السادات، البرنامج القومي لإنتاج البذور، بإنه مشروع قومي عملاق، بسبب إمكانيته على توفير احتياجات مصر الزراعية من التقاوي والتي يصل حجم الاستيراد السنوي لها من 20 إلى 22 مليار جنيهًا.
ويوضح لـ"الدستور" أن ذلك البرنامح والذي يعتمد على تقاوي وبذور مقاومة للأمراض يقلل بشكل كبير فاتورة استيراد مصر من التقاوي والبذور والتي يمكن استخدامها في مجالات آخرى.
ويشير إلى أن امتلاك مصر بنك الأصور الوراثية التابع للبرنامج الذي يحتوي على تقاوي وخضر كلها غير مستوردة بنسبة 100% يعد إنجاز ضخم قامت به مصر مؤخرًا في مجال القطاع الزراعي، مبينًا أن البرنامج سيجعل مصر تمتلك أصناف تقاوي خاصة بها.
ويشدد على ضرورة مراعاة أثناء إنتاج تلك الأصناف الخاصة بمصر مدى تحملها للملوحة ومدى تحملها للجفاف، مضيفًا: "لا بد من إنتقاء أصناف تقاوي لديها قدرة على تحمل الجفاف والملوحة، لاسيما أن مصر شديدة الحرارة أغلب فصول السنة".
وعلى صعيد الفوائد أيضًا، يرى أستاذ الزراعة الحيوية أن البرنامج سيساعد مصر في توفير العملة الصعبة، بسبب ارتفاع قيمة فاتورة الاستيراد السنوية والتي ستقل بمجرد تجنب الاستيراد والاعتماد على التقاوي والخضر المحلية.
تقاوى الخضر حلم نقترب من تحقيقه
حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، يقول: "إننا تستورد ما يقارب 98% من احتياجاتنا السنوية من تقاوي الخضروات مما يكلف ميزانية الدولة ملايين الدولارات ويستنزف العملة الصعبة، كما أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي المستمره بسرعة إنتاج تقاوي الخضر ورعايته للبرنامج الوطني لإنتاج تقاوى الخضر يقرب حلمنا في الاكتفاء الذاتي من تقاوي الخضروات".
ويضيف: "الدولة تبذل قصارى جهدها للوصول إلى تحقيق هذا الحلم الذى سيدعم القطاع الزراعي ويقلل التكلفة بالنسبه للفلاحين مما يخفض أسعار الخضروات، كما أن البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي محاصيل الخضر بدأ فعليًا بإنتاج نحو 25 صنفا من أهم الخضروات كالطماطم، البسلة والفاصوليا والبطاطس والكنتالوب والخيار والكوسة والبطيخ والفلفل والباذنجان واللوبيا".
ويؤكد أن مصر تنتج فعليًا أفضل أصناف تقاوي الحبوب كالقمح والفول والأرز، كما تنتج تقاوي القطن
مما يؤكد مدي خبرة العلماء ودقة أبحاثهم فى إنتاج تقاوي مصرية 100% عالية الإنتاجية وذات جوده تنافس البذور والتقاوي العالميه وتتفوق عليها.