«عاشق أرض الفيروز».. قصة نجاح فى «دهب» لرجل خطفته مدينة السحر
رمالها الذهبية جزء لا يتجزأ من شخصيته، يعيش على أرض الفيروز مهبط رسالات السماء، تلك البقعة المقدسة من مصر ستظل أبدا الدهر ملهمة للمصريين الذين سطروا على ربوعها أروع قصص البطولة والنجاح، محمد الغنام، 57 عاما من مدينة المنصورة، عشق الأراضي السيناوية، ما جعله ينتقل للإقامة بها منذ عمر الخامسة عشر ليصبح أول من شق طريقه للاستثمار في مدينة دهب بجنوب سيناء.
يحكي الغنام، إنه بالعودة إلى عام 1979 أثناء استلامنا مدينة العريش كان يعمل في بورسعيد، حينها انتقل للعريش لحضور مراسم الاحتفال باستلامها في حفل أحيته الفنانة الراحلة شادية، لتبدأ قصة عشقه لسيناء، ليقرر عدم العودة لبورسعيد ويبدأ حياته العملية من جديد على أرض الفيروز.
بيع الحلوى والمثلجات كان أول مشاريع “الغنام” بسيناء، معلقا: "بعشق سيناء وراحتي النفسية بلاقيها هنا" مؤكدًا أن استشهاد أحد أصدقاء والده أثناء الحرب مع إسرائيل عزز فى قلبه حب تلك الأرض الطاهرة.
عن بداياته في مدينة دهب التي أصبحت من أهم المدن السياحية يقول: كانت مكان لإقامة العاملين من جنوب إفريقيا في مزارع الكيبوتس آنذاك مقابل مبلغ مالي بسيط، كما أن من أوائل زوار دهب هم الراستا أو الهيبيز، فهذه المجموعات تبحث عن مناطق حديثة وغير مزدحمة، وهم أول من عرفوا بمدينة دهب وذلك من خلال كتاباتهم في الدليل الإرشادي لتسجيل مدونات عن المدينة وطبيعتها.
رفض “الغنام” السفر لدول الخليج للبحث عن مصدر رزق، كما فعل محيطيون به إلا أنه قرر الاستقرار في مدينة دهب للاستثمار فيها، وعلى الرغم من فترات الضعف التي شهدتها إلا أن يقينه لم يتزحزح من قرب الانفراجه.
فترات الازدهار التي تشهدها دهب حاليا بسبب طبيعتها الساحرة جعلها مقصدا للزائرين، فهى ذات طابع خاص، علاقات قوية تربط أهلها بعضهم ببعض الأمر الذي جعل زائريها يشعرون أن قاطنى دهب رفقاء لهم، وهناك تكافل اجتماعي دائم بينهم، معلقا “أنا بعشق دهب ومقدرش ابعد عنها”.
وعلى الرغم من طبيعة المدينة الساحرة والتي تعتبر مقصدا للسياحة الداخلية والخارجية، إلا أن هناك بعض السلوكيات التي تحدث من البعض وتعكر صفو جمالها مثل إلقاء البلاستيك في بحر المدينة، أو التعامل الخاطئ مع الشعاب المرجانية الحية، مشيرًا إلى أن أهل مدينة دهب ينظمون حملات توعية للحفاظ على نظافة المدينة.
يحلم “الغنام” بتدشين أكثر من مشروع ليبرهن على حبه لدهب منها تليفريك علوى وهذا سيعود بالنفع على الرواج السياحي لكن عدم اكتمال التراخيص أوقف المشروع، أيضا تأسيس مزرعة نموذجية منتجة لاكتفاء دهب وأهلها من مزروعاتها وتوفير فرص عمل لأهاليها من البدو والعاملين فيها.