أقارب المشير طنطاوي يتحدثون لـ«الدستور»: رجل من طراز فريد (فيديو)
توفى اليوم الثلاثاء، المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، عن عمر يناهز الـ85 عامًا، وولد في 31 أكتوبر عام 1935 بمنطقة عابدين بوسط القاهرة لأسرة نوبية من أسوان، وتعلم القرآن في الكتاب، وواصل دراسته حتى حصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956، كما درس في كلية القيادة والأركان عام 1971، وفي كلية الحرب العليا عام 1982.
«الرهائن وصلوا يا فندم».. مقولة شهيرة لـ«طنطاوي»، وقالها للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك على الهواء مباشرة بعدما نجحت القوات المسلحة المصرية في تحرير رهائن مصريين وأجانب جرى اختطافهم في 19 سبتمبر 2008 في منطقة جبل عوينات الصحراوية.
وكان مبارك وسط عدد غفير من المسئولين ورجال الدولة، حتى وصل إليه المشير طنطاوي ليزف إليه نبأ تحرير الرهائن ووصولهم في طائرة شينوك إلى مطار شرق العوينات.
وقال الحاج محمود حسن، أحد أقارب المشير طنطاوي، إن قرية أبوسمبل بأكملها تتلقي العزاء اليوم في فقيد الوطن والأمة، وهم الآن موجودون في منزل شعبان علي محمد سليمان ابن عم المشير الراحل، وهو القائم باستقبال ضيوف أبوسمبل لأداء واجب العزاء في مندرة العائلة.
وأضاف لـ«الدستور» أن القيادات التنفيذية بمحافظة أسوان قدمت واجب العزاء لأهالي القرية، وعلى رأسهم محافظ أسوان، حيث إن قدر المشير عندهم كبير جدًا، وحضور القيادات بمثابة شيء كبير للقرية.
وأوضح أن المشير شخص من الناس الذين قلما يجود بهم الزمان رجل الأخلاقيات ومن الطراز الفريد، واستطاع نقل القوات المسلحة نقلة حضارية، بعدما كنا نعتمد على استيراد السلاح من الكتلة الشرقية أمريكا وغيرها، أصبح لدينا مصانع تنتجه والشراء في أضيق الحدود.
وتابع لـ«الدستور» أن القوات المسلحة تدخلت في عهد المشير طنطاوي بمسألة التنمية الشاملة، واتجه بالقوات المسلحة باتجاه سلمي جميل رحمة الله عليه، ومع ذلك لم يغفل المهام الرئيسية للقوات المسلحة والتي تشمل حماية الوطن والأراضي، والتضحية وتقديم أرواحهم فداء الوطن، هذه أبجديات العسكرية المصرية.
وأشار إلى أن المشير طنطاوي كان حريصًا جدًا على أن النهج العسكري يكون سلميًا ليحفظ سلم المجتمع وأمن الدولة والحدود المصرية، وكان جميع ذلك تحت يد المشير طنطاوي، ومع ذلك لم نجد أي شخص تحدث عنه أو عن أنه استغل منصبه حتى عند اختلافه سياسيًا مع أي شخص.
ولفت إلى أن المشير طنطاوى لم يكن له أي عداء سياسي مع أي شخص، لدرجة أنه بعد الثورة هناك العديد من القيادات تحاكمت إلا أنه لم يكن واحدًا منهم، معبرًا «الحمد لله يده نظيفة، والأخلاقيات العالية في المجتمع النوبي كان لها تأثير كبير في شخصية المشير، واحنا نفتخر بهذا، وعلي الرغم من المناصب التي تقلدها في الدولة لم يصبه الغرور وكان نظيف اليد عف اللسان رجل دولة بمعنى الكلمة».
ومن ناحيته، قال شعبان علي محمد علي سليمان، ضمن عائلة المشير طنطاوي، إن المشير الفقيد كان يتواصل معانا من خلال إخوانه خاصة علي ومصطفى وأحمد رحمهم الله، حتى أن والدته زارت النوبة القديمة أثناء حصر وصرف تعويضات تهجير النوبيين لبناء السد العالي، حيث إن المرحوم طنطاوي والده كان له أراضٍ ونخيل.
وشهدت قرية أبوسمبل بمركز نصر النوبة التابع لمحافظة أسوان، اليوم الثلاثاء، فتح مضيفة القرية لتلقي أولاد عموم المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، وأهالي القرية والقيادات الشعبية، لواجب العزاء من أهالى القرية بأكملها، وأهالي المحافظة بأكملها.
وارتسمت حالة من الحزن والأسى داخل قرية أبوسمبل مسقط رأس المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، بعد علمهم بوفاته، والذى يعد أحد رموز مصر العظيمة، والذي استطاع من خلال وطنيته وحبه لبلاده تخليد اسمه في قلوب كل المصريين.