المملكة المتحدة تتوقع رد فعل فرنسيًا أكثر موضوعية بعد إلغاء صفقة الغواصات
تستعد المملكة المتحدة لرد فعل فرنسي أكثر موضوعية، على خلفية إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية التي تبلغ قيمتها 66 مليار دولار مع أستراليا، مع احتمال تعرض التحالف الغربي لتداعيات طويلة الأجل، بحسب ما قاله دبلوماسيون معنيون بالأمر في لندن.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء، اليوم الإثنين، عن أحد الدبلوماسيين القول: إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، سعى إلى تهدئة التوترات بعد الإعلان عن الاتفاق الدفاعي في الأسبوع الماضي، إلا أن دبلوماسيين بريطانيين حذروا المسئولين الحكوميين في لندن من أن العلاقة قد تتعقد.
وقال المبعوث، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لبحث الأمور الحساسة: إنه من الممكن أن تعيد باريس تقييم علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والصين، بينما تقوم بدفع الاتحاد الأوروبي بصورة أكبر، لتطوير القدرة على التصرف باستقلالية عن الولايات المتحدة.
وكانت فرنسا انتقدت بشدة قرار أستراليا شراء تكنولوجيا غواصات أمريكية، كجزء من تحالف أمني جديد مع الولايات المتحدة وبريطانيا، والذي كان قد تم الإعلان عنه يوم الأربعاء الماضي.
جدير بالذكر، تطرق وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى ما اعتبره "أزمة خطيرة" تمثلت في إلغاء كانبيرا عقدًا ضخمًا مع باريس لتسلم غواصات منها، منددًا بـ"كذب وازدواجية وتقويض كبير للثقة" و"ازدراء" من جانب حلفاء فرنسا.
وبرر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، عبر قناة "فرانس 24"، استدعاء سفيري فرنسا في كانبيرا وواشنطن عازيًا ذلك إلى "وجود أزمة خطيرة بيننا"، في حين لم يعر أهمية لإمكان استدعاء السفير في لندن، قائلًا: "نعلم انتهازيتهم الدائمة" بعد بضعة أشهر من بريكست.
ورأى وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أيضًا أن "ما جرى" سيؤثر على تحديد المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي، ولكن من دون أن يشير إلى إمكان الخروج من الحلف.
يذكر أن أستراليا أعربت عن أسفها لقرار فرنسا استدعاء سفيرها في كانبيرا؛ على خلفية الاتفاق الأمني الذي أبرمته أستراليا مع الولايات المتحدة وبريطانيا، والذي ترتب عليه انسحابها من صفقة ضخمة لشراء 12 غواصة فرنسية.