العائلة الاليصاباتية بمصر تحتفل بالراهبات الثاليثيات الفرنسيسكانيات
احتفلت العائلة الاليصاباتية بمصر بإعلان ابنتها مريم يوسف نذورها الدائمة في الرهبنة، قولها نعــــم للـــرب إلى الأبــد.
وقال نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوم النائب البطريركي لشئون الإيبارشية البطريركية للكاثوليك، إن ذلك في ظل بركه ذكري سمات القديس فرنسيس التي نالها عام ١٢٨٠وكذلك السابع عشر من سبتمبر بالنسبة لأليصابات فندراميني 1817 ذكرى لا تنسي. فعلى جبل لافرنا في شهر سبتمبر من عام 1224 ، طبع المصلوب سمات الصليب على جسد فرنسيس النحيف، تاركاً إياه في غيبوبة ما بين الحياة والموت واسماً يديه ورجليه وجنبه بسمات الحب العجيب ، ليفيض منه دماً نقياً ساخناً مولعاً بحب الإله والآخرين، كذلك كان الحال بالنسبة لأليصابات في السابع عشر من سبتمبر من عام 1817، فلم تكن في وضع صلاة أو تأمل، ولم تفكر أبداً في فرنسيس أو في سماته العجيبة على جبل الفرنا، ولكنها كانت تفكر وتتحدث بالأحرى عن أشياء في غاية التفاهة والسطحية، تقول أليصابات : "في ذلك اليوم، كنت جالسة مع بعض السيدات أشاركهن أطراف الحديث وأصغي لكل رأي بانتباه ، فيما كن يتحدثن عن آخر ما ظهر من أزياء تصفيف الشعر".
وأضاف الأنبا باخوم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الكاثوليكية، في بيان صدر عبر الصفحة الرسمية لمركز الكنيسة الإعلامي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن قد يبدو أحياناً ، أن اهتمامات اليصابات كانت في هذه المرحلة العمرية تعم بالفوضى والسطحية والتفاهة، أو أنه على الأقل لا زالت في الأجواء بقايا آثار ذلك الشاب الذي كان يسعى للقائها والارتباط بها.. إلا أنها في هذا الوقت عينه بدأت مشاعرها تتبدل وأفكارها تتغير، وبدأت تتجه بكل غيرة وثبات للبحث عن المطلق، عن الله، عن الحب.
وتابع: "لم تر أمامها في هذه الفترة شيئاً مما كانت معتادة أو متمسكة به من قبل ، بل كانت تحسب كل الأشياء وكأنها غريبة ودخيلة عليها ، لم تهتم بأحاديث الصديقات وآخر الأزياء ولم تكترث بالعشاق وحواراتهم، ولم تفكر في الشاب الذي طرق أبواب قلبها سابقاً ، حتى عائلتها لم تعطها أي انتباه أو أهمية.
واكمل: "كانت يد الرب تتسلل إلى قلب أليصابات بكل هدوء وسط هذا الكم الصاخب من مغريات العالم وكانت تناجيه قائلة : "يا سيدي، إن كنت أنت هو، فامنحني الشجاعة والقوة لأطيعك وأسير خلفك !".
واكمل: "فما زال الرب يدعو، و ما زالت هناك قلوب تقول له نعم أتبعك. تجمع بعض من الاخوات الاليصاباتيات من مختلف المناطق من القاهرة والصعيد ، والأهل والأصدقاء في كنيسة جروحات القديس فرنسيس (سانت تريز ) بأسيوط حول سور مريم متزيين بالفرح والمشاركة الأخوية، للصلاة معها وتشجيعها لعيش تلك اللحظة بكل إيمان وشجاعة، ولإتباع يسوع المسيح الفقير والمصلوب بالنذور الدائمة في الأسرة الثاليثية الفرنسيسكانية الأليصاباتية وعمل ما يرضيه بفرح، وثقة، وأن تحبه في خدمة الفقراء حتى آخر لحظة في حياتها.
وأردف:"وأيضا الكنيسة تزينت باللون الابيض علامة النقاء و الفرح لتقول " ادخلي أيتها العروس إلي مخدع الرب، أسكني معه وكوني في ظله الى الأبد ". بدأت الذبيحة الإلهية بدخول سيادة المطران الأنبا كيرلس وليم وحوله لفيف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات ومع زغاريد الأهل و حماس وفرح من كل الحضور. وبكلمة من الأب أنطوان توفيق معاون مطران اللاتين بمصر لتشجيع الجميع على الهدوء و الصلاة من أجل ابنتهم مريم.
واستطرد:"وفي وسط فرحة كبيرة بالذبيحة الإلهية تمت مراسيم النذور الدائمه وإعلان الأخت مريم تكريسها التام للأبد للرب وأمام كنيسته المقدسة ، والقبول في الأسرة الأليصاباتية المعبر عنها في كلمات الرئيسة العامة والتي نابت عنها الأخت فايزة اسحق الرئيسة الإقليمية بمصر: إبنتي وأختيّ العزيزة مريم ، لقد أصبحت منذ هذه اللحظة حجراً حياً فى الأسرة الثالثية الفرنسيسكانية الأليصاباتية، الآن أصبح كل شئ مشتركا بيننا: الغنى والفقر والإخوة والخدمة. الله الذي إختارك ودعاك لتتأملي صورته فى كل إنسان، يمنحك أن تكوني متواضعة وقوية في الخدمة التي تعهدها إليك الكنيسة.
واكمل:"وفي ختام القداس الإلهي ألقت الأخت فايزة إسحق الرئيسة الإقليمية بمصر كلمة شكر لجميع الحضور ملأت كلمتها بتشجيع الشباب لسماع صوت الرب. و بكلمة من الأخت مريم يوسف والتي تتلخص في أن دعوتها هي أن تنشد اليوم مع مريم العذراء شفيعة تكريسها.
واختتم:"تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي". لك يا ربّ كلّ المجد والتسبيح على عظائمك في حياتي وعلى حضورك الدائم، الذي سيساعدني في عيش شعاري هذا. اشكرك يا ربّ لأنك بفيض حبّك أوجدتني وافتديتني ودعوتني لأكون بكلّيتي لك. شكر خاص لوالدي، أهلي الذين زرعوا فيّ مبادئ انسانية وأخلاقية وغرسوا فيّ قيّم إيمانية وروحية، أيضاً عائلتي الرهبانية وكل من ساهم في تكويني ومسيرتي الروحية، أشكر جميع الحضور من كبيرهم لصغيرهم و جميع الذين ساهموا في تحضير وإحياء هذا الاحتفال من جوقة الكورال، وكل من تعب بفرح وسخاء. بعد القداس الإلهي كان هناك غذاء المحبة لجميع الحضور وانصرف الجميع بسلام.