نقيب المهندسين: شبكة الطرق الحديثة عبقرية.. وفخر لكل المصريين
قال المهندس هاني ضاحي، نقيب المهندسين، إن شبكة الطرق الحديثة في مصر شبكة عبقرية؛ لأنها تربط المحاور الأفقية بالمحاور الرأسية في المدن، كما تربط كل مدن ومحافظات مصر بالموانئ.
وأضاف نقيب المهندسين، أن في مصر حاليا شبكة طرق قومية يفخر بها كل مصري، وأنه خلال 100 سنة تم تشييد 20 ألف كيلو طرق في مصر، وخلال عام واحد مؤخرًا تم تشييد 3700 كيلو متر من الطرق، وتحقيق هذا الإنجاز الكبير، واجهه تحديان، أولهما تحدٍّ إداري يتعلق بقانون المناقصات والمزايدات، الذي يلزمه شهور طويلة لكي يتم إرساء الأعمال على الشركات التي ستنفذ المشروع، والثاني تحدٍّ هندسي يتعلق بتنفيذ هذه الشبكة الضخمة من الطرق في أقل وقت ممكن وبأقصى كفاءة وأفضل جودة.
وتابع ضاحي أنه تم التغلب على التحدي الإداري بإصدار وزارتي النقل والإسكان والهيئة الهندسية للقوات المسلحة قائمة أسعار موحدة في مناقصات تنفيذ الطرق، وهي الأسعار التي صدَّق عليها رئيس الجمهورية، وهذه القائمة وفرت كثيرًا من الوقت الذي كان سيضيع في إجراءات المناقصات والمزايدات والترسية الخاصة بتنفيذ الطرق، وسمحت لكل الشركات بالعمل في هذا المشروع القومي، كلٌّ حسب قدراته.
ولفت إلى أن التحدي الهندسي الذي واجهه تنفيذ شبكة الطرق الجديدة، تغلَّب عليه مهندسو مصر المشاركون في تنفيذ تلك الشبكة بخبراتهم الكبيرة، فقاموا بأعمال عظيمة في وقت قياسي وبأقصى جودة ممكنة.
جاء ذلك خلال مشاركة نقيب المهندسين في سلسلة المحاضرات المجانية التي تنظمها شعبة الهندسة المدنية للأسبوع الرابع على التوالي، برئاسة المهندس الاستشاري أحمد رمزي، وهي المحاضرات التي يحضرها المئات من مهندسي الشعبة المدنية.
في بداية محاضرته، أشاد الدكتور مهندس أسامة عقيل، بنقابة المهندسين وبنقيب المهندسين هاني ضاحي.
وقال عقيل: "أشرُف كثيرًا بالتواجد في نقابة المهندسين، وبلقاء المهندس هاني ضاحي، نقيب المهندسين، صاحب الإنجازات الضخمة والدور الوطني الكبير طوال مشواره المهني".
وأكد "عقيل"، أن أزمة كورونا كان لها تأثير إيجابي على أزمة المرور، إذ تسببت في تقليل ما بين 30% و35% من الاختناقات المرورية بسبب التوسع في العمل "أون لاين" وعدم حضور طلاب المدارس والجامعات لمدارسهم وجامعاتهم.
وأضاف: "المشكلة المرورية أزمة مزمنة في مصر متوارثة عبر سنوات طويلة، وأبرز ملامحها الآن هي أن متوسط سرعة وسائل النقل في القاهرة الكبرى يبلع 10 كيلو مترات في الساعة، ومتوسط زمن رحلة الذهاب والعودة من العمل تبلغ 100 دقيقة، وهو زمن طويل جدًّا، كما أن هناك عجزًا في أماكن الانتظار بالقاهرة وحدها يبلغ 500 ألف مكان، كما تبلغ خسائر الزحام المروري في العام الواحد 40 مليار جنيه، تضيع في تعطيل ساعات العمل واستهلاك وقود، وتلوث بيئي، فضلًا عن نقص الاستثمار، فالمستثمرون ينفرون دائمًا من العمل في المدن المزدحمة".
وكشف "عقيل" أن عدد الأتوبيسات العامة في القاهرة حاليًا أقل من نصف عددها في الستينيات، رغم زيادة عدد السكان 4 أمثال ما كان في الستينيات.. وقال: "في الستينيات كان عدد سكان القاهرة الكبرى 5 ملايين نسمة، وكان بها 4700 أتوبيس نقل عام، والآن عدد سكان القاهرة الكبرى 22 مليون نسمة، بينما لا يوجد في هيئة النقل العام سوى 2000 أتوبيس فقط " .
وأكد أن تراجع الاهتمام بوسائل النقل العام خلال العقود الماضية دفع الكثيرين إلى شراء سيارات خاصة، مما زاد من عدد المركبات التي تسير على الطرق، فزادها اختناقًا.. وقال: "القاهرة الكبرى تشهد 30 مليون رحلة مرورية يومية، 50% منها عبارة عن رحلات الموظفين إلى عملهم والعودة من العمل لمنازلهم مرة أخرى، يليها رحلات الذهاب إلى المدارس والجامعات، وهذا يخلق وقت ذروة واختناقات مرورية في الصباح عند الذهاب للعمل وفي المساء عند العودة من العمل".
وأضاف أن "أكثر وسائل النقل التي يلجأ إليها المصريون في رحلاتهم اليومية هي الميكروباص الذي يستحوذ على 35 % من الرحلات اليومية في القاهرة الكبرى، يليه أتوبيسات النقل العام، وتنقل 28% من الرحلات يوميًّا يليها السيارات الخاصة التي تستحوذ على 17% من الرحلات اليومية، ثم مترو الأنفاق (12% من الرحلات) والتاكسي (6%) والسكك الحديدية والنقل النهري (2%)".
وفي نهاية المحاضرات، وجه المهندس الاستشاري أحمد رمزي، الشكر للمحاضرين، وقال: "بانتهاء محاضرات اليوم تنتهي المحاضرات الخاصة بالطرق، وستبدأ من الأسبوع المقبل محاضرات إدارة المشروعات".
وجدد رمزي دعوته لمهندسي الشعبة، لتقديم مقترحاتهم وأفكارهم لمجلس الشعبة، وقال: "نرحب بكل الأفكار والمقترحات، وندرسها بعناية وننفذ ما فيها ما دام يعلي من شأن المهنة ويفيد مهندسي الشعبة".
وأضاف أن "مجلس الشعبة يسعى بكل ما يملك لتحقيق طموحات ورغبات مهندسي الشعبة، ولتوفير فرص تدريب لشباب المهندسين ولكل من يرغب من مهندسي مدني".
وأدارت المحاضرات، المهندسة منال السيد، عضو شعبة الهندسة المدنية، مؤكدة حرص مجلس الشعبة على تقديم كل ما يفيد جموع مهندسي مدني.