دراسة أوروبية تحذر: الإخوان تهدد هوية بريطانيا ومساعٍ لوقف تمددها
كشفت دراسة حديثة أعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات بعنوان “الإسلام السياسي في مرمى الأجهزة الأمنية البريطانية” عن كيفية تعامل بريطانيا مع جماعة الإخوان بعد أن أدركت مخاطر الجماعة.
ووفقا للدراسة، بدأت بريطانيا في إعادة النظر في علاقتها مع الإخوان بسبب الهجمات الإرهابية على أراضيها، حتى قررت لندن التراجع عن دعمها لجماعة الإخوان المسلمين بعد أن اكتشفت حقيقتين حولها، وهما حقيقة تجاهلتها عمدا لعقود أو كانت جزءا من الخداع الذي تمارسه المنظمة على لندن وغيرها من العواصم الغربية.
ووفقا للدراسة، فقد سعت وسائل إعلام بريطانية تابعة لجماعة الإخوان إلى تجميل صورة الجماعة في بريطانيا في فترة جائحة كورونا، حيث حاولت هذه الوسائل إظهار دور بطولي "وهمي" للجماعة خلال فترة الجائحة، كما سعت مواقع إخبارية محسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين في بريطانيا إلى إظهار بطولة أطباء وممرضين مسلمين ماتوا خلال عملهم الإنساني في مواجهة وباء كورونا كبطولة تحسب للجماعة وداعميها، وليس نتيجة أداء دورهم كمواطنين بريطانيين، أي أن إعلام الجماعة يحاول إظهار الجماعة بأنهم هم قوة الفعل الحقيقي في المجتمع.
تساؤلات برلمانية في بريطانيا حول تنظيمات الإسلام السياسي
وطرح النائب “أندرو روزينديل” في عام 2019 أسئلة على وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل، عن التقييم الذي أجرته بشأن زيادة نشاط تنظيم الإخوان في بريطانيا، نتيجة للانكماش الاقتصادي في ظل تفشي كورونا.
كما وجه سؤالا مماثلا إلى وزير الخارجية دومينيك راب، مطالبا بإجراء تقييم لأثر الانكماش الاقتصادي العالمي على مستوى أنشطة التجنيد التي يقوم بها التنظيم في الخارج.
وأعرب روزينديل عن مخاوفه من أن التنظيم قد يكون استفاد من جائحة كورونا، لتوسيع نفوذه في أكثر من مكان في العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة.
وهذه ليست المرة الأولى التي حذر فيها النائب المحافظ من الإخوان وغيرهم من الجماعات المتطرفة.
كما قدم اللورد مارلسفورد من مجلس اللوردات سؤالًا رسميًا إلى الحكومة البريطانية حول وضع مراجعة السياسة العامة لجماعة الإخوان المسلمين التي أُعلن عنها في عام 2014، وكان سؤال اللورد مارلسفورد حول التقييم الذي قامت به الحكومة البريطانية فيما يتعلق بتعيين إبراهيم منير في منصب المرشد العام بالنيابة لجماعة الإخوان المسلمين، وما هو التقييم الذي قاموا به لأي تهديد يشكله وجوده على الأمن القومي البريطاني، وعلى علاقاتهما الدولية.
وسبق وأن وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير “الإسلام السياسي” بأنه “تهديد أمني من الدرجة الأولى”، محذرا من أنه “سيصل إلينا، دون رادع، حتى لو تمحور بعيدًا عنا، كما حدث في 11 سبتمبر”، وذلك خلال كلمة في معهد RUSI للدراسات الأمنية والدفاعية.
وحذرت عدة تقارير أمنية واستخباراتية، نشرت في دوريات بريطانية، من خطر تنامي جماعة الإخوان داخل البلاد وسط تأكيدات بأن الحكومة البريطانية تتحرط لوقف تمدد الجماعة .
واختتمت الدراسة: إن النسخة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين للإسلام هي الوجه الآخر للإسلام العنيف أو المتشدد، كما يصفه البعض، وهذا ملخص لمراجعة حكومية لنشاط “الإخوان” في بريطانيا، أجريت في عهد رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون، وأكدت على أن الإخوان تهديدا لهوية بريطانيا، خاصة وأن جماعات الاسلام السياسي تسعى لنشر أيديولوجيتها المضللة التي تؤدي إلى انتشار التطرف والإرهاب.