منظمات دولية تحذر من خطورة النزاع في تيجراي: الاقتصاد الإثيوبي أصبح هشا
حذرت منظمات دولية عدة من خطورة تفاقم الصراع الدموي في تيجراي بإثيوبيا، وسط استمرار العنف وتمدده إلى المقاطعات المجاورة حتى أصبح مستعرا خارج حدود الإقليم، بالتزامن مع تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد، ما أدى إلى تزايد القلق العالمي بشأن الحرب التي أودت بحياة آلاف الأشخاص ودفعت بمئات الآلاف إلى ظروف تشبه المجاعة، لا سيما مع ورود تقارير عن التعذيب والقتل الاغتصاب الجماعي، وغيرها من الانتهاكات التي ترتكبتها الحكومة ضد المدنيين في الإقليم الشمالي المحاصر.
- الوضع الأمني والصحي في تيجراي متدهور للغاية
وقالت الهيئة الطبية الدولية "IMC"، وهي منظمة إنسانية عالمية معنية بإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة من خلال برامج الإغاثة والتنمية، إن الوضع الأمني والصحي في تيجراي متدهور للغاية، وأدانت الحصار الفعلي الذي تفرضه الحكومة على المساعدات الإنسانية في المنطقة.
وأشارت الهيئة إلى أن 10 أشهر على الحرب التي شنتها القوات الحكومية على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، تسببت في العديد من الخسائر البشرية، فضلا عن نزوح إضافي لأكثر من 610 ألف مواطن داخليا وتزايد عدد اللاجئين خارج البلاد حيث بلغ عددهم أكثر من 63 ألف لاجئ.
من جهتها، توقعت منظمة "Insecurity Insight" الدولية، وهي منظمة دولية تركز على تأثير وانعدام الأمان على حياة ورفاهية البشر ومقرها جنيف، استمرار العنف والقتال وتمدده في تيجراي الإثيوبية في الفترة المقبلة، واستمرار تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي بالتبعية، مشيرة إلى أن "الاقتصاد الإثيوبي من المرجح أن يعاني نتيجة للصراع المستمر".
- موسم الجوع سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في شمال إثيوبيا
وأوضحت أن موسم "الجوع" (الوقت بين الزراعة والحصاد عندما تكون الإمدادات الغذائية منخفضة)، سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في شمال إثيوبيا، مضيفا "سيظل الاقتصاد الإثيوبي هشًا مع قلق العديد من المستثمرين الأجانب بشأن مخاطر الصراع الذي يؤدي إلى تشويه سمعة البلاد"، و دعت المنظمة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية إلى مواصلة الضغط على الحكومة الإثيوبية ، ودفعها نحو المفاوضات السلمية في نزاعها ضد تيجراي.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير الخميس، إن القوات الحكومية الإريترية والميليشيات الموالية للحكومة اغتصبت وأعدمت واحتجزت لاجئين إريتريين في إقليم تيجراي الإثيوبي، ووصفت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان الفظائع والدمار واسع النطاق، التي ارتُكبت في مخيمين للاجئين بأنها ترقى إلى مستوى "جرائم حرب واضحة".
وقالت مديرة منظمة "هيومن رايتس ووتش" في القرن الأفريقي، لاتيتيا بدر، إن "عمليات القتل والاغتصاب والنهب المروعة ضد اللاجئين الإريتريين في تيجراي هي جرائم حرب واضحة. لسنوات، كانت تيجراي ملاذًا للاجئين الإريتريين الفارين من الانتهاكات، لكن الكثيرين يشعرون الآن أنهم لم يعودوا آمنين".
وكانت الأمم المتحدة حذرت الأمم المتحدة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، من خطر تمدد النزاع في أنحاء القرن الأفريقي، متهمة الحكومة الإثيوبية بارتكاب انتهاكات حقوقية صارخة، بما في ذلك الاعتقالات الجماعية والقتل والنهب المنهجي والعنف الجنسي.
وقالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن معاناة المدنيين تنتشر على نطاق واسع في المنطقة الشمالية من إثيوبيا، مشيرة إلى تلك المعاناة خلقت جوًا من الخوف في ظل انتشار الإفلات من العقاب بشكل شائع.