حدوتة الكوميديا لا تغيب.. رياض القصبجي صديق الطفولة والشاويش الذي نحبه (صور)
حدوتة فنية لا تنسى في تاريخ الكوميديا في مصر ورحلة حياة مثيرة للفنان رياض القصبجي نستعيدها اليوم احتفالا بالذكرى 118 لميلاده.
القصبجي من مواليد جرجا في محافظة سوهاج بصعيد مصر في مثل هذا اليوم 13 سبتمبر من عام 1903م، وهو أحد عبقريات الكوميديا التي لا تنسى،عرفناه جميعا باسم "الشاويش عطية" تلك الشخصية الشهيرة التي صاحبت الفنان الكبير إسماعيل ياسين في مغامراته الكوميدية.
عاش القصبجي في دنيانا 60 عاما، شهدت العديد من المحطات المثيرة، بدأ "رياض القصبجي" حياته بالعمل في مهنة "الكمساري" بهيئة السكك الحديدية، ولأنه كان يعشق التمثيل، فلم يجد طريقا إلا أن ينضم لفرقة التمثيل الخاصة بهيئة السكك الحديدية، ومن هناك جاءت الانطلاقة.
تألق رياض القصبجي وأصبح العضو الرئيسي بالفرقة، لينطلق من السكك الحديدية متنقلا إلى أكبر الفرق المسرحية في مصر، منها فرقة أحمد الشامي و فرقة جورج ودولت أبيض، وفرقة الهواة، حتى جاءت اللحظة الحاسمة في حياة رياض القصبجي بالانضمام لفرقة إسماعيل يس المسرحية.
مع إسماعيل يس توهج نجم رياض القصبجي كما لم يتوهج من قبل، ولن تنسى ابدأ في ذاكرة السينما المصرية النجاحات الكبرى التي حققها مع إسماعيل يس، في سلسلة الأفلام التي تحمل اسمه، وقام فيها بأداء دور الشاويش عطية، منهم إسماعيل ياسين في الطيران، وإسماعيل ياسين في الأسطول وغيرهم.
وقد شارك القصبجي في 179 فيلما، كان أولها "اليد السوداء" عام 1936م، وقد نجح رياض القصبجي رغم أنه لم يكن من نجوم الصف الأول أن تسكن إفيهاته الكوميدية في الذاكرة الجمعية للمصريين.
من يستطيع أن ينسى الشاويش عطية وهو يهتف غاضبا "هو بعينه وبغباوته وشكله العكر"، أو "صباحية مباركة يابن العبيطة"، ومواقفه الكوميدية مع إسماعيل يس وهو يعطي الأوامر للجنود "مخالي شل"، ولحظة الاستسلام والإحباط التامة وهو يحاول كتم غيظه "بروروم.. شغلتك على المدفع بروروم".
كانت حياة الشاويش عطية مزدحمة بالتفصيل المثيرة، منها أنه تزوج 9 مرات، كما أن الظروف العصيبة التي مر بها في نهاية حياته لم تكن بالأمر السهل، بعد أن أجهد المرض حتى وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 1963م، ورغم مرور كل هذه السنوات على رحيله، مازال الأطفال المصريون في القرن الحادي والعشرين يحبون الشاويش عطية، الذي يبقى أحد المضحكين الكبار من أبطال طفولتنا.
كان آخر أعمال القصبجي فيلم "أبو أحمد"، مع فريد شوقي ومريم فخر الدين عام 1959، وفي 23 أبريل من عام 1963 بعد إصابته بالشلل ومعاناته مع المرض، توفي القصبجي عن عمر يناهز 60 عامًا. تاركا أعمالا فنية رسخت أسمه في قلوب جمهور السينما والمسرح في مصر.