منير القادري: التربية على حسن التدبير أساس كل نهضة
تناول الدكتور منير القادري ضمن مداخلته في الليلة الرقمية السبعين ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية للطريقة القادرية البودشيشية، عدة محاور أبرزها قيمة حسن التدبير ودورها في نجاح كل مشروع إصلاحي لتحقيق النهضة والتطوير، وبيان أهمية التربية عليها، وكذا إبراز محورية الإنسان في مشاريع الإصلاح.
وأشار في مستهلها إلى أن الحديث عن قيمة حسن التدبير، يستمد أهميته من تداخله مع قيم أخرى كالتنظيم وحسن التخطيط و الإدارة، مذكرا بقوله تعالى « وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا » (سورة الفرقان 365).
وتابع أن الاعتدال وضبط الموارد والميزانيات من حسن التدبير، وأن من آثار سوء التدبير جل الكوارث والاشكالات التي نعيشها في عصرنا على مستوى الفرد والجماعة والأمة.
وأضاف أن حسن التدبير هو مفهوم إداري اجتماعي ديني بامتياز، وأنه يقصد به وضع كل شيء في المكان المناسب والوقت الملائم، وزاد أنه كما له ارتباط بالكيفية والكمية فإن له ارتباط بالتربية، إضافة الى ارتباطه بالشخصية وبتوازنها النفسي و قدرتها على الإدارة والتسيير، ليخلص إلى أنه يشكل منظومة متكاملة في تدبير الشأن العام للأمة و جلب النفع والخيرية لها.
وأكد أن حسن التدبير في الحياة ليس مسألة مزاجيّة أو خاضعة لأفهام الناس وأذواقهم المختلفة، وإنما هو علم له قواعده وأحكامه التي تساعد المرء على اتّخاذ القرارات الصائبة وتحديد الأولويّات بشكلٍ علميّ والعمل على تطبيقها بشكل دقيق، مستشهدا بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية منها قوله صلى الله عليه وسلم مخاطباً ابن مسعود: "يا ابن مسعود، إذا عملتَ عمَلاً فاعملْ بعلمٍ وعقلٍ، وإيّاكَ وأنْ تعملَ عملاً بغيرِ تدبّرٍ وعلمٍ".
ولفت الى أن التدبير يحتاج إلى أمور لا يُستغنى عنها، والتي تتمثل في الأخذ بالأسباب والعلم والتعقّل، مع طلب التوفيق والتوكل، موردا مقولة لابن عطاء الله السكندري رحمه الله ''أَرِحْ نَفْسَكَ مِنَ التَّدْبيرِ، فَما قامَ بِهِ غَيرُكَ عَنْكَ لا تَقُمْ بهِ لِنَفْسِكَ".