هل تطعيم الأطفال بلقاح كورونا لتحفيز مناعتهم ضد «دلتا بلس» هو الحل؟
تحاول الدولة المصرية مع بداية الموسم الدراسي في تأمين الطلاب من فيروس كورونا حيث اتخذت العام الماضي مجموعة من الإجراءات والاحتياطات التي ساهمت في حماية التلاميذ مثل تقليل عدد أيام الحضور بالمدارس والاتجاه نحو التعليم عن بعد؛ ولكن مع إعلان وزارة الصحة دخول الموجة الرابعة من فيروس كورونا بالتزامن مع بداية الفصل الدراسي وكذلك ظهور متحور “دلتا” ذو التأثير الأكبر على الأطفال والشباب عاد القلق من جديد حول كيفية حماية أطفالنا من التأثيرات الخطيرة لمتحور "دلتا".
أطباء يوضحون هل يجوز تلقيح الأطفال والفئة العمرية المستهدفة والآثار الجانبية.
من جانبها قالت دكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري المناعة والبكتيريا بجامعة القاهرة؛ إن الحكومة المصرية عادة ما تتخذ التدابير الوقائية في الأوقات المناسبة؛ لذلك فإن الإتجاه لتطعيم الأطفال قبل دخول المدارس وبداية العام الدراسي أمر جيد ويساعد في بدء الدراسة بشكل آمن؛ موضحة أن تطعيم الأطفال يخضع لمجموعة من الشروط أهمها السن بحيث لا يقل الطالب المتلقي للقاح عن 12 عامًا.
وأكدت أن الإمارات بدأت بالفعل في تطعيم أطفال المرحلة الإبتدائية والإعدادية بالفعل بعد تعديل لقاح فايزر لتناسب جرعاته مناعة الأطفال؛ مشيرة إلى أن اتجاه مصر لتلقيح الأطفال ضد كورونا بعد ظهور متحور “دلتا” وتأثيره الكبير على الأطفال حيث أعلنت اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا في مصر أن الأطفال هم أكثر الفئات عرضة لمتحور “دلتا بلس” لفيروس كورونا المستجد، بخلاف المتحورات الأخرى التي كانت تستهدف فئات عمرية تبدأ من 18 عامًا فأكثر.
وأوضحت إستشاري البكتيريا والمناعة أنه خلال الفترة الأخيرة ونتيجة عدم إلتزام شريحة كبيرة من المصريين بالإجراءات الاحترازية وإقامة الحفلات والمناسبات تزايدت حالات الإصابة بشكل كبير وملحوظ في الموجة الرابعة للفيروس، مشددة على أهمية الحرص والانتباه ومتابعة الأطفال بشكل دائم، واتخاذ الإجراءات اللازمة ومتابعة الطبيب المختص عند ظهور أي عرض من الأعراض المتعارف عليها من قِبل الأهل.
في ذات السياق يقول دكتور محمد راشد استشاري التحاليل والفيروسات؛ أن توجه الدولة نحو تطعيم الأطفال في خطوة احترازية استعدادًا للعام الدراسي الجديد هي خطوة محمودة؛ خاصة مع تصاعد خطورة واحتمالية إصابة الأطفال بمتحور “دلتا ودلتا بلس”؛ مؤكدًا ضرورة الإنتهاء أولاً من تطعيم الفئات الأكثر احتياجًا وهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
حيث أكدت وزارة الصحة بحثها إمكانية منح الأطفال اللقاحات المضادة لكورونا، بغرض تحفيز مناعتهم ضد المتحورات الجديدة، خصوصًا متحور “دلتا” الخطير شديد العدوى والأكثر انتشارًا.
وهي الخطوة المتوقفة على الانتهاء من أولوية تطعيم البالغين وأصحاب الأمراض المزمنة، عقب اكتمال خطة الاكتفاء الذاتي من اللقاحات عام 2022، وبعد الاطلاع على النتائج النهائية لتلقيح الأطفال في عدد من بلدان العالم.
ولفت راشد أن الحكومة تتجه حالياً لتحقيق الإكتفاء الذاتي من اللقاحات بإنشاء مصنع اللقاحات وهو ما يدعم فكرة تطعيم الأطفال من عمر12 إلى 17 عامًا بعد نجاح التجارب السريرية على ذلك والإطلاع على تجارب الدول الأجنبية في تطعيم الأطفال لديها.
وتستهدف الحكومة المصرية تطعيم نحو 40 مليون مواطن، بنهاية العام الجاري، فيما بدأ قبل أيام إنتاج أول مليون جرعة من لقاح سينوفاك الصيني في مصر، داخل مصانع فاكسيرا المصرية ومن المنتظر إنتاج نحو 80 مليون جرعة إضافية في الأشهر الخمس المقبلة.
ويقول راشد إن لقاحات كورونا مفيدة للأطفال من الناحية العلمية؛ لأنهم معرضون للإصابة، موضحًا أنه في الفترة الأخيرة زادت عدد الأطفال المصابة بكورونا، لكن دون أعراض أو بأعراض خفيفة، حسب السلالة المصاب بها الطفل، وكمية الفيروس التي استنشاقها، وحالة جهازه المناعي، مؤكدًا أنه يفضل البدء بتطعيم بالأطفال المصابين بالأمراض المزمنة لدعم مناعتهم.