في ظل ضعف الإمكانيات.. حكايات فتيات يساعدن في حماية الحيوانات الضالة
معاناة شديدة تتلقاها حيوانات الشارع، بسبب تعمد البعض إيذائها وتعذيبها دون سبب، فلا يمر يوم إلا وتحدث واقعة جديدة لتعذيبها من أجل التسلية أو المتعة من قبل عديمي الإنسانية، في ظل غياب الرقابة.
وبالرغم من وقائع تعذيب الحيوانات دومًا على يد البعض، إلا أن هناك آخرون خاضوا رحلة طويلة لإنقاذ حيوانات معذبة أو تعاني من الأمراض عثروا عليها صدفة.
رنا محمود، إحدى الفتيات اللاتي ينقذن الحيوانات دومًا، حدث ذلك معها في الشتاء الماضي، حين كانت تسير في شارع البحر منطقة كامب شيراز، وسمعت أنين أتى من خلف أحد صناديق القمامة، بعدما أصيبت المحافظة في تلك الليلة بنوّة شديدة، كان لكلب ضال فقأ أحدهم عينه اليُسرى، وقُطع جزء من ذيله، ولا يستطيع التحكم في عملية الإخراج بشكل طبيعي، لمعاناته من إسهال ورعشة وفقدان في الأعصاب.
حملته «رنا» إلى منزلها لحمايته من برودة النوّة، دفأته وأجرت له بعض الإسعافات الأوليّة له، قائلة: "كان الكلب يبدو أن تعرض لأنواع عديدة من التعذيب بسبب الضعف والخوف الذي كان عليه طوال الليل حتى شعر في الصباح ببعض الطمأنينة".
وأضاف: "لم يكن أمامي سوى وضعه في إحدى الجمعيات التي تعاني بالحيوانات بالرغم من اسعارهم الغالية، وحين استفسرت عن المبلغ المطلوب، أجابت المسؤولة 600 جنيه في الشهر الواحد، ووافقت رغم ان المبلغ مرتفع وسأظل متكفلة به مدى الحياة".
الحيوانات الضّالة بالشوارع ليست ظاهرة قليلة العدد، فقد وصل تعدادهم خلال آواخر عام 2019، إلى 15 مليونا، وفقًا للدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة السابق، الذي أكد في تصريحات سابقة له أن رعايتهم أمر يتطلب موازنة ضخمة، وتعاون بين الجهات المعنية والمجتمع المدني.
"فاطمة السيد" 31 عامًا، إحدى الفتيات التي أنقذت مجموعة من القطط والكلاب الضالة في شارع خاتم المرسلين بمحافظة الجيزة بعدما سقطت عليهم مادة كاوية حرقت أجسادهم.
تقول فاطمة: "وجدت ما يقرب من 7 قطط وكلب ضال وضعهم أحدهم في كرتونة بعدما سقطت عليهم مادة كاوية، قطعت أجزاء من لحم وجوههم وأجسادهم حتى برزت العظام منها، وكانوا جميعًا في حالة يرثى لها".
لم تجد طبيب بيطري لعلاجهم، فلجأت إلى وحدة الرفق بالحيوان: "الرقم الرسمي التابع لهم مرفوع من الخدمة دائمًا، وحين ردت المسؤولة اعتذرت عن استقبال أو مساعدة القطط المريضة بحجة أنهم بضعة قطط ضالة".
لم يكن أمام فاطمة سوى الاعتناء بالقطط واستخدام وسائل يدوية لإزالة المادة الكاوية من عليهم: "استخدمت مياه دافئة وشامبو لإزالة المادة الكاوية، وبدأت بعد شهور من الاعتناء بهم إرسالهم إلى أسر تهتم بالقطط وتبنبهم".
المادة 45 من الدستور تلزم الدولة ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بالحفاظ على الحيوانات بكل أنواعها الضالة والمملوكة، والتصدي لأي اعتداء عليها أو تعذيب أو انتهاك يحدث لها، والحفاظ على الأنواع النادرة منها للانقراض، وأن للهيئة دورًا في رعاية وحماية الحيوان.
وتنص المادة: "تلتزم الدولة ممثلة في هيئة الخدمات البيطرية وما يتبعها، بالحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية، وحماية المعرض منها للانقراض أو الخطر، والرفق بالحيوان وإغاثتهم في حال تعرضهم للانتهاك أو الأذى وسن القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوقهم في الرفق بهم".
لكن لا يوجد إلى الآن قانون للرفق بالحيوان في مصر، سوى مجرد محاولات برلمانية ظهرت خلال عام 2017، من قبل نقابة الطب البيطري التي أعدت مشروع قانون للرفق بالحيوان وعرضته على البرلمان.
من جانبها، قالت الدكتورة دينا ذو الفقار، الناشطة في حقوق الحيوان، إن الهيئة العامة للخدمات البيطرية هي المنوطة بالحيوان في مصر، من خلال وحدة الرفق بالحيوان الموجودة بها، والتي من دورها الحفاظ على حيوانات الشوارع.
الناشطة الحقوقية تدلل على ذلك بالمادة رقم 45 من الدستور المصري، التي تلزم الهيئة برعاية الحيوانات بكل أشكالها، موضحة أنه لا يوجد في مصر سوى نحو 10 جمعيات للرفق بالحيوان مشهرة من قبل التضامن وتعاني أغلبها من ضعف الإمكانيات المادية لكونها جمعيات أهلية وليست حكومية.