شح مائي كبير
«شح مائي كبير».. منظومة الري الحديث أداة فاعلة للارتقاء بالمحاصيل الزراعية
في إطار جهود الدولة نحو مستقبل واعد، تضع وزارة الزراعة خططها المحكمة للتحول إلى منظومة الري الحديث والتي بدورها تعمل على ترشيد استهلاك المياه، في ظل الشح المائي التي تعاني منه مصر خلال الفترة الحالية، كما تنعكس أيضًا على الفلاح لأنها تؤدي إلى زيادة جودة المحاصيل وتقليل تكاليفها.
وقال حسين عبدالله أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن تطبيق منظومة الري الحديث بأراضي مصر يعد خطوة قوية للارتقاء بالمحاصيل الزراعية، وتساعد بشكل كبير في ترشيد المياه، والحصول على إنتاجية أعلى مما سبق مع إنتاج محاصيل ذات جودة أعلى، فضلا عن تخفيض استهلاك المستلزمات الزراعية من أسمدة وتقاوي، كما تحافظ على النباتات من عفونة الجذور وانتشار الأمراض.
وأضاف أبو صدام لـ"الدستور"، أن وزراه الزراعة تبذل قصارى جهدها في توفير ما يلزم المزارعين المقبلين على التحول إلى اتباع أساليب الري الحديثة بدلًا من الطرق التقليدية كالري بالغمر، حيث تمنحهم قروضا مالية بفوائد مخفضة لا تذكر، كما تسدد علي أقساط، ومن ثم كانت بمثابة دفعة قوية للمزارعين وتشجيعهم على اتباع تلك المنظومة الجديدة، والتغلب على العقبات كافة التي كانت تعترض طريقهم.
وتابع: شهدت تلك المنظومة الجديدة الفترة الماضية إقبالًا شديدًا من الفلاحين خاصة أصحاب الأراضي الصحراوية، ومن ثم يوفر على الفلاح استصلاح الأرض، وبالفعل طبقت المنظومة في جميع أنحاء مصر، مشيرا إلى أنه سيشرع الفترة المقبلة قانونًا يجرم الري بالغمر لأنه يستهلك كميات كبيرة من المياه ويدمر الكثير منها.
ومن جانبه، أكد حسام رضا، خبير زراعي ومدير عام الإرشاد الزراعي، أن هناك أهمية قصوي لمنظومة الري الحديث، في هي تساعد بشكل كبير في تقليل كمية المياه المستخدمة والمستغلة، والتي تعد بدورها خطوة جيدة وسليمة في التغلب على تلك الظروف السيئة التي نواجهنا خلال تلك الآونة، وبالفعل تم تطبيق المنظومة في محافظات عدة كالإسماعيلية، شمال سيناء، السويس، الغربية.
وتابع رضا، أن وزارة الزراعة تقدم الكثر من الخدمات والتسهيلات للمزارع المصري، لكي يتمكن من تطبيق المنظومة والتحول من اتباع أساليب الري بالغمر إلى الري بالتنقيط والرش، وذلك من خلال تقديم دعم مالي لتمويل المشروع تحت إشراف البنك المركزي، ويتم من خلال البنك الأهلي وبنك التنمية الزراعي، وذلك بفائدة 5%، بجانب تخفيض سعر ساعة تسوية الأراضي بالليزر والسيفونات، فضلًا عن تقديم برامج إرشادية بإمكانيات بسيطة.
وأوضح رضا أن طرق الري الحديث لا تصلح مع كل أنواع الأراضي، على سبيل المثال أساليب المنظومة تطبق بالفعل على الأراضي التي تتسم بالطابع الصحراوي، وكذلك الأراضي الصفراء الخفيفة، من ثم زيادة الإنتاجية وارتفاع جودة محاصيلها مقارنة بغيرها، بينما الأراضي الطينية لا تصلح معها نظام الري بالتنقيط أو الري بالرش، بل بالعكس يسبب ذلك تدهور كبير بالتربة الزراعية وخسائر جسيمة تقع على كتفي المزارع المصري.
وأضاف أن منظومة الري كي تطبق بشكل فعال يستوجب وجود خبراء يقومون بوضع خطط فعالة ومحكمة ترتكز على أساسيات علمية سليمة لتجني وقوع أية خسائر، من خلال تقديم المقترحات والخطط اللازمة حتى نصل إلى نتائج دقيقة.
جفاف الآبار
وبدوره، قال أحمد السعداوي، أحد المزارعين بالواحات البحرية، إن تطبيق أساليب الري الحديث يعد خطوة جيدة للتغلب على المشكلات التي تواجهنا من نقص كميات المياه بالمنطقة، حيث تسهم تلك المنظومة في ترشيد المياه، مع إنتاج محاصيل عالية الجودة وبكميات أعلى من السنوات السابقة.
تابع السعداوي، أنه نتيجة للارتفاع الشديدة في درجات الحرارة بالواحات البحرية نقصت كميات المياه عن حجمها الطبيعي، كما جفت الكثير من الآبار الجوفية بالمنطقة والتي كانت بمثابة أكبر عائق أمام المزارعين، حيث تعد الأراضي الزراعية مصدر الدخل الوحيد للجميع.
وأكمل: “قررنا كلنا اتباع أساليب الري بالتنقيط منذ عدة شهور علشان نقدر نوفر المياه، وفيه محاصيل زي الأرز قررنا عدم زراعتها بشكل كبير ومستمر بأراضينا، وبالفعل قدرنا نتغلب على تلك العائق”.