رمضان حسان: القرآن الكريم كتاب الله المعجز وفي أعلى درجات البلاغة والبيان
ألقى الدكتور رمضان حسان الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف المحاضرة الأولى بعنوان: "الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم" للأئمة والواعظات من الدولتين الشقيقتين مصر والسودان ، بحضور الدكتور أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب.
وفي بداية المحاضرة رحب رمضان حسان الحضور في وطنهم الثاني مصر، وقال إن وزارة الأوقاف المصرية لا تدخر جهدًا في الارتقاء بمستوى الدعاة علميًّا وعمليًّا، والاهتمام بقضايا تجديد الخطاب الديني ، ومعالجة القضايا المطروحة على الساحة.
وأكد أن القرآن الكريم كتاب الله المعجز الخالد الذى تحدى الله به الثقلين ، وهو في أعلى مراتب البلاغة والفصاحة والبيان ، فلا تجد لفظة تؤدي المعنى المراد أفضل من الواردة في النص القرآني ، فكلمة "يُضَارَّ" مثلًا في قوله تعالى: "وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ"، تضم في طياتها رفع كل أنواع الضرر التي قد تلحق الكاتب أو الشاهد ، وكذلك التعبير بالمذكر عن المؤنث في قوله تعالى: "يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ" ، حيث عبر عن الأنثى بـ "الْخَاطِئِينَ" ، ولم يقل (الخاطئات) لأنها أتت بفعل يخالف المألوف من بنات جنسها ، إذ إن من شأنها أن تكون مطلوبة لا طالبة ، فألفاظ القرآن تصور المعنى وترسمه كأنك تشاهد الوقائع وتعايشها أثناء حدوثها.
وتحدث حسان عن الفاصلة القرآنية والتي ترد في ختام الآية القرآنية مؤكدًا أن فواصل القرآن الكريم تتناسق وتتناغم مع بعضها البعض لتؤدي المعنى المراد بـ بلاغة وإعجاز ، مع مراعاة مناسبة السياق والمقام ومقتضى الحال، فحين نطالع قول الله تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ" ، نجد كلمة "دَابَّةٍ" تفيد العموم لتشمل كل ما يدب على الأرض ، ويأتي ختام الآية ليؤكد أن رزق كل ما في الكون على الله تبارك وتعالى يعلم مستقره ومستودعه ، فكلٌ مدون عند الله (عز وجل) في كتاب مبين.