لم تسيطر على الإرهاب..
تقارير عالمية ترصد فشل واشنطن منذ إعلان «بوش» بعد 11 سبتمبر
يحيي الأمريكيون اليوم السبت، الذكرى الـ20 لأحداث 11 سبتمبر، التي نفذها تنظيم "القاعدة" انطلاقًا من أفغانستان بقيادة أسامة بن لادن، حيث ضربت طائرتان البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك، وبعد أقل من ساعتين انهار كلا البرجين المكونين من 110 طوابق متسببين في سحابة ضخمة من الغبار، مما أسفر عن وقوع 2977 شخصًا ، وقُتل في البرجين فقط قتل 2606 أشخاص مباشرة أو فيما بعد متأثرين بإصاباتهم.
يأتي هذا بينما أفادت تقارير دولية عن فشل الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب منذ إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج بوش" في 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر.
ذا هيل: الحرب الأمريكية على الإرهاب قوضت الحريات المدنية
قالت أستاذة الاقتصاد في جامعة بيلارمين، أبيغيل هول في مقال لها عبر الموقع الأمريكي “ذي هيل”: إن أمريكا شهدت، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، قبل 20 عامًا، واحدة من أكبر عمليات إعادة هيكلة الحكومة في تاريخها ونفذت العديد من السياسات المحلية والدولية التي تهدف إلى مكافحة الإرهاب.
وتابعت : كانت التكلفة باهظة للغاية، وبحلول نهاية السنة المالية 2020، كان إجمالي التزام دافعي الضرائب بالحرب يقدر بنحو 6.4 تريليونات دولار، كما لقي أكثر من 7000 عسكري أمريكي مصرعهم في حملات عسكرية أجنبية، وقتل مئات الآلاف من الأشخاص في الشرق الأوسط نتيجة للصراعات في بلادهم.
وتابعت: لكن حتى هذا السجل لا يعكس التكاليف الكاملة للحرب على الإرهاب، حيث غذت هذه السياسات بشكل مباشر توسع الجماعات اليمينية المتطرفة وأدت تدريجيا إلى عسكرة تلك الجماعات، بينما قوضت حرياتنا المدنية بشكل كبير.
وأردفت لقد سفرت الحرب على الإرهاب عن زيادة حادة في عمليات النشر العسكري - أكثر من 5.4 ملايين بين عامي 2001 و2015. أمضى الأفراد العسكريون الأمريكيون أكثر من 1.5 مليون سنة فردية ما معدله 75000 جندي على مدى 20 عامًا في أفغانستان وحدها.
ومع ذلك، ظل عدد المجندين ثابتًا نسبيًا. أدى هذا المزيج إلى قلق المسؤولين العسكريين بشأن تحقيق الأعداد المستهدفة من المجندين، ومارس القادة ضغوطًا هائلة على العاملين في حقل التجنيد للالتزام.
كما سمح الجيش بتجنيد الأفراد الذين كان يجب رفضهم - بما في ذلك أولئك الذين لديهم آراء متطرفة وفقا لكتاب الصحفي مات كينارد: "الجيش غير النظامي: كيف قام الجيش الأمريكي بتجنيد النازيين الجدد وأعضاء العصابات والمجرمين لخوض الحرب على الإرهاب"، كما تم إبقاء العسكريين الذين كان من المفروض فصلهم.
كريستيان أمانبور: الوقت لم يفت لتحقيق المسار الأمريكي لمحاربة الإرهاب
ومن جانبها قالت “كريستيان أمانبور”نجمة شبكة “سي إن إن” الأميركية : إن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في حربها ضد الإرهاب ولكن الوقت لم يفت لتعديل المسار السياسي الأمريكي لمكافحة الإرهاب، وتابعت: لقد اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية عددًا من القرارات قصيرة المدى وتدخلات مكلفة وصعبة حول العالم، والتي ساهمت ككل منذ 11 سبتمبر في إرهاق الدولة.
وتابعت أمانبور في مقال لها عبر شبكة “سي إن إن”: لقد سبق وقال المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، جون سوبكو: إن الولايات المتحدة لم تخوض حربًا استمرت 20 عامًا في أفغانستان، بل 20 حربًا استمرت عامًا واحدًا.
كاتب فرنسي: 11 سبتمبر سبب تغيير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي مؤسس ومدير موقع “جلوبال جيو نيوز” إيمانول رضوي في مقال له عبر مجلة “فيلد ميديا” الفرنسية: إن الولايات المتحدة الامريكية فشلت في حربها ضد الإرهاب، وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت بشكل أو بأخر جماعات الإسلام السياسي.
وتابع رضوي: لقد قامت الولايات المتحدة بتسليح جماعات الإسلام السياسي دون أن يتخيلوا أن الأسلحة التي قدموها لهم ستنقلب يومًا ما على الغرب.
وأضاف: أن الغرب وتحديدًا الولايات المتحدة لم يراعي حتى الآن أخطائه في الماضي، معتبرًا أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت تمامًا في الحرب على الإرهاب، حيث استمر الغرب وتحديدًا واشنطن في تبني السياسة الخاطئة في محور الشرق الأوسط واختيار حلفاء لا ينفذون إلا أجنداتهم المتطرفة الموالية للإرهاب.
وتابع رضوي: إن الإنسحاب الأمريكي الأخير من أفغانستان بعد التدخل على خلفية أحداث 11 سبتمبر مثال آخر على فشل واشنطن في محاربة الارهاب كما طالب بضرورة تغيير البرامج الجيوسياسية والدبلوماسية الغربية في الشرق الأوسط، قبل أن يؤدي ما يحدث هناك إلى مزيد من الإخلال باستقرارنا على المدى الطويل.