وعد انتخابى وعودة نتنياهو.. أزمة جديدة بين إسرائيل وأمريكا بسبب «قنصلية القدس»
تتخذ واشنطن خطوات عدة لإعادة افتتاح القنصلية الأمريكية في مدينة القدس المحتلة، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة.
وكشف مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أبلغ نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال اجتماعهما في البيت الأبيض، قبل حوالي أسبوعين، بأنه لن يتخلى عن خطته لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.
وعد انتخابي: أزمة «قنصلية القدس» بين أمريكا وإسرائيل
وتعد إعادة فتح القنصلية الأول مشكلة كبيرة لتل أبيب، وتنذر بخلق توتر بين البيت الأبيض والحكومة الجديدة في إسرائيل، حسبما نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وأشار مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون كبار إلى أن بايدن أثار قضية فتح القنصلية عدة مرات في لقائه مع بينيت، خلال محادثاتهما وجها لوجه، وفي الاجتماع المعقد الذي عقد بعد ذلك بوقت قصير.
وأكد بايدن أن إعادة فتح القنصلية هو وعد انتخابي قدمه، وأن أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، قال خلال زيارته لإسرائيل، في مايو الماضي، إنه سيتم إعادة فتحها.
من جانبه، أوضح بينيت لبايدن أنه يعارض تلك الخطوة، لكنه اقترح أن تناقش الفرق من كلا الجانبين الأمر لإيجاد حل مقبول، فيما رفض البيت الأبيض التعليق على تفاصيل المحادثات في ذاك الملف بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
عودة نتنياهو.. مخاوف إسرائيل من افتتاح «قنصلية القدس»
في السياق ذاته، يرى كبار الوزراء في الحكومة الإسرائيلية أن قضية إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس هي أزمة سياسية ساخنة يمكن أن تقوض استقرار الائتلاف الحكومي، قائلين: "في هذا السيناريو يجب على الحكومة الإسرائيلية الموافقة على إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس فإذا انشق أحد أعضاء الائتلاف لمعارضته الأمر فقد تسقط الحكومة كلها".
ويقدر جدعون ساعر وزير القضاء الإسرائيلي، وإيليت شاكيد وزيرة الداخلية هناك، وغيرهم من تيار اليمين في الحكومة، أن إعادة فتح القنصلية الأمريكيى ينتهك سيادة إسرائيل في القدس، بالإضافة إلى مخاوفهم من أن بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة الإسرائيلية، سوف يستخدم القضية لمهاجمة الحكومة.
من جانبه، قال مسؤول حكومي إسرائيلي كبير: "إذا كانت إدارة بايدن تريد من بنيامين نتنياهو أن يعود إلى مكتب رئيس الوزراء، فإن إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس هي طريقة جيدة لضمان حدوث ذلك".
وأكد أن إسرائيل أوضحت لإدارة بايدن مخاوفها بشأن التأثيرات السلبية لقضية القنصلية على استقرار الحكومة.
ووافقت إدارة بايدن، مرة واحدة، على طلب من الحكومة الإسرائيلية بتأجيل إجراءات إعادة فتح القنصلية الأمريكية إلى ما بعد إقرار الميزانية العامة في الكنيست خلال الفترة القليلة المقبلة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، في حواره مع أعضاء مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في أمريكا الشمالية، الجمعة الماضية، أن حكومته تعتبر القدس هي عاصمة إسرائيل وليست عاصمة لأي دولة أخرى.
وتابع: "أنا أدعو إلى سياسة (انعدام الدراما) في العلاقات مع إدارة بايدن، وأسعى لحل المشكلة في حوار هادئ بمجرد إقرار الميزانية".
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اتخذ قرارا، بإغلاق القنصلية الأمريكية في القدس، بعد اعترافه بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل.