بعد 10 سنوات.. «الجارديان» تكشف تفاصيل استخدام الثعابين لحل لغز إشعاع فوكوشيما
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية تفاصيل جديدة حول استخدام الباحثين ثعابين مزودة بأجهزة تتبع ومقاييس للجرعات لقياس مستويات الإشعاع في المنطقة المحيطة بمحطة فوكوشيما النووية، التي تعرضت لانهيارات ثلاثية في مارس 2011.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد أدت الانهيارات في اليابان بسبب تسونامي عملاق إلى إطلاق إشعاع في الغلاف الجوي أكثر من أي كارثة نووية باستثناء تشيرنوبل في عام 1986.
وأُجبر حوالي 150 ألف شخص على الفرار في أعقاب الحادث مباشرة، وعلى الرغم من عودة الكثيرين ، إلا أن مساحة تقارب 400 كيلومتر مربع لا تزال غير صالحة لسكن الإنسان.
وتعد دراسة الثعابين جزءًا آخر في محاولة لحل اللغز وفهم الآثار طويلة المدى للتعرض للإشعاع في فوكوشيما وأماكن أخرى.
وأوضحت هانا جيرك، عالمة البيئة والباحثة الرئيسية، أن "الأفاعي مهمة في العديد من النظم البيئية حيث يمكن أن تكون مفترسة وفريسة".
بينما تستعد اليابان للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة للكارثة الثلاثية، تحدث أشخاص من ثلاثة مجتمعات حول أحداث ذلك اليوم ، وما الذي تغير منذ ذلك الحين ، وآمالهم في المستقبل.
والتقط العلماء العشرات من الزواحف معظمها من ثعابين الفئران، وثبتت عليها مقاييس الجرعات وأجهزة تتبع حركة GPS لها بشريط لاصق وصمغ فائق.
ثم تمكنوا بعد ذلك من مراقبة مستويات الإشعاع، خاصة الإشعاع 134 و137 في الثعابين اعتمادًا على موقعها وحركاتها.
ونظرًا للمسافات المحدودة التي قطعوها داخل بيئاتهم المنزلية على بعد حوالي 24 كيلومترًا (15 ميلًا) من المحطة النووية والأوقات المختلفة التي قضوها في الأشجار وأقرب إلى التربة الملوثة، وقدمت الثعابين مؤشرات حيوية مفيدة أظهرت التعرض للإشعاع.
ووجد الباحثون أن الثعابين داخل منطقة فوكوشيما المحظورة (حيث ينصح الناس بعدم العيش) أظهرت مستويات إشعاع في الجسم بالكامل أعلى بنحو 22 مرة من تلك الموجودة في الخارج.
وأوضحت جيرك أن "الراديوسيوم 134 و 137 يميلان إلى الارتباط بالتربة ويتراكمان في أنسجة عضلات الثعابين، لكننا لا نفهم ما هو المستوى الذي قد يكون ضارًا."
وقالت جيرك إن مستويات التلوث الإشعاعي كانت أقل بكثير الآن مما كانت عليه بعد الحادث مباشرة بسبب التحلل الطبيعي للملوثات بمرور الوقت.
كما اتضح أن مستويات الإشعاع تتباين بشكل كبير عبر التضاريس المختلفة، حتى في المواقع التي كانت قريبة جدًا من بعضها، ما يعني أن المواد المشعة من الكارثة لم تسقط أو تتراكم بالتساوي عبر المناطق المتضررة.
وتم رصد الثعابين خلال صيف 2018 ونشرت النتائج في مجلة علم الأسماك وعلم الزواحف هذا الصيف.
على الرغم من إجراء بحث حول تأثيرات الإشعاع على أنواع مختلفة من الثدييات إلا أن هذه الدراسة كانت الأولى التي أجريت على الثعابين.
لم يشمل نطاق الدراسة التأثير على الثعابين نفسها، وهو ما قالته جريك "بالتأكيد بحاجة إلى مزيد من العمل".