المؤسسات الدولية تشيد بمطابقة مصر التمويل الإنمائى مع أهداف التنمية المستدامة
أشاد ممثلو مؤسسات التمويل الدولية بتجربة مصر في مطابقة التمويل الإنمائي مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، والتي قامت بها وزارة التعاون الدولي، ونفذتها في إطار مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية.
جاء ذلك خلال ورشة العمل الأولى التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدى حول التجربة المصرية لمطابقة التمويلات الإنمائية مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
وخلال الورشة استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي تجربة مصر في تعزيز التعاون الدولي والتمويل الإنمائي من خلال مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية، ومطابقة التمويلات الإنمائية مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، باستخدام المناهج والإطار العالمي للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وعبرت إلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر عن سعادتها بالمشاركة في مناقشة تجربة مصر في تعزيز التعاون الدولي والتمويل الإنمائي، ولا سيما ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته أمس بشأن تشجيع وتعزيز ومساندة مصر لأهداف التنمية المستدامة.
وأكدت بانوفا أنها تتطلع إلى تنفيذ كل ما يتعلق بالخريطة الواضحة التي وضعتها مصر كدبلوماسية اقتصادية لها في ربط التمويل بالتنمية المستدامة وشددت على أهمية التمويلات الإنمائية في تحقيق التنمية المستدامة.
وقالت إن ما يزيد فخرها أن تكون هناك وزيرة نشطة مثل الدكتورة رانيا ليس في الإقليم ولكن على مستوى العالم، وأن ما تقوم به يساعد في رسم الخريطة الإنمائية.
ومن جهته، قدم ألفريد أباد الممثل الإقليمي لبنك الاستثمار الأوروبي بمصر التهنئة إلى مصر ووزارة التعاون الدولي بمناسبة مطابقة التمويلات الإنمائية مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
وأعرب عن اعتقاده بأن ذلك يمثل أهمية كبيرة وخصوصا أن تستخدم الحكومات تلك المعلومات لتحديد أولويات العمل وخاصة إذا كان ذلك مصحوبا بضخ معلومات وأن يتم توجيه التمويل في اتجاهه قائلا: "رسم مثل تلك الخرائط يساعدنا في تحديد كيف نوائم بشكل دقيق وجاد بين التمويل وسبل تحقيق التنمية المستدامة".
وأضاف أن النقطة المهمة هي وجود طرق ومناهج أخري ومهم أن تكون الأرقام والبيانات صحيحة ، لافتا إلى أن منهجية وزارة التعاون الدولي أمر يستحق الثناء.
وقال: "نحن نحدد في الوقت الحالي معياراً واحداً ووضع خارطة طريق وننظر إلى مؤشرات تسهم في دعم ومساعدة الشركاء كما نضع أهدافا وخطة ونحدد كل مجموعة من الأهداف وفي مصر نعمل في مشروعات المياه والبنية التحتية والزراعة وتنشيط القطاع الخاص وخلال العامين الأخيرين نجحنا في ضخ أموال للقطاع الخاص لتمويل مشروعاته".
وبدورها، أشارت مارينا ويس، المديرة القطرية لمصر واليمن وجيبوتي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة البنك الدولي إلى أهمية ما طرحته الدكتورة رانيا المشاط وركزت على أهمية مثل تلك الخرائط وأعتبرتها بمثابة خارطة طريق.
وقالت: "أفخر بكوننا ندعم هذا العمل الدءوب"، وهنأت الوزيرة على هذا العمل الذي وصفته بالرائع وخاصة الخرائط الخاصة بالتنمية المستدامة وربطها بالتمويل وما يرتبط بمختلف القطاعات وربط ذلك بأهداف محددة.
وأكدت أهمية العمل معا من أجل القضاء على الفقر ومشاركة كافة الفئات في الرخاء، وقالت: «التزمنا بأجندة 2030 وخاصة فيما يتعلق بالظروف والتداعيات التي فرضتها الجائحة وخاصة في ربط الأهداف الأممية والتنموية بالتمويل».
وأشارت إلى أنه من خلال أهداف التنمية نجد أن المناقشات تجمع بين العمل والتحليل وما يتم إنجازه على أرض الواقع، وضربت مثالا بإنجازات تحققت في مصر مثل محطة بنبان لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أسوان واعتبرتها من النماذج الناجحة ومثالا رائعا ومتفردا، وقالت: "هناك العديد من المشروعات الأخرى مثل المشروعات المتعلقة بتنمية صعيد مصر".
من جهتها، أكدت نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر أن التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا فرضت على العالم ظروفا خاصة وكان لها العديد من الرسائل التي لا بديل عنها واستجابت لها غالبية بلدان العالم وهي أن نعمل باسلوب مختلط، وأن نبني نظما أكثر شمولا وأن نعمل سويا.
وقالت، إن الصحة تأتي في قلب أهداف التنمية المستدامة وأشادت بقيام مصر باعتبار الصحة جزءا مهما من استراتيجيتها التي وضعتها في العام 2014، وأضافت: "أرى مدي حرص الوزيرة للجاهزية والعمل على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من أجل الحفاظ على الاقتصاد والنهوض بالحياة والتعامل في الطوارئ والحرص على التحسين والترابط الأفضل".
وقال وليد كمال، مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في مصر، إن ما قامت به رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي من وضع خرائط دقيقة للتمويل الإنمائي وربطه بالمشروعات كان عملا هاما ورائعا وأسهم في تحديد أولويات العمل الصحي لا سيما في ظل ظروف وتداعيات كورونا.
ولفت إلى أن ربط التمويل بأهداف التنمية المستدامة وفق خارطة طريق واضحة كان بمثابة حجر الزاوية في التعامل مع تداعيات جائحة كورونا رغم التأثير الكبير على أولوية التعامل مع مرض الإيدز، موضحا أنه لابد من زيادة المساعدات الإنمائية وحشد الموارد لسد أي فجوة في التعامل مع الاولويات الطارئة في مجالات الرعاية الصحية.
وأكد أهمية العمل على القضاء على الإيدز كمثال رائع لدعم الأهداف الأممية وتحقيق التنمية المستدامة، وأن القضاء على الإيدز ليس شأنا صحيا فقط ، داعيا إلى ضرورة تحديد الأولويات لمواجهة الآثار المترتبة على تداعيات جائحة كورونا وتناول في كلمته أيضا أهمية المساعدات الإنمائية وحشد الموارد لسد أي فجوة مع تغير الأولويات.