بعد الثناء على قصته.. خليل الجيزاوى يحكى قصة لقائه بنجيب محفوظ
حكى القاص والروائي خليل الجيزاوي قصة لقائه بأديب نوبل نجيب محفوظ على صفحته الشخصية، بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
يقول الجيزاوي: "كان الحاج صبري السيد، مدير عام نادي القصة بالقاهرة، يشغل منصب سكرتير مكتب يوسف السباعي، ثم سكرتير مكتب توفيق الحكيم، ثم سكرتير مكتب نجيب محفوظ بجريدة الأهرام، والحاج صبري واحد من ثلاثة أعرفهم يقرأون الصحف للأستاذ نجيب محفوظ: الأول الحاج صبري يوم الجمعة، والدكتور زكي سالم، والكاتب إبراهيم عبد العزيز يوم الأربعاء.
يكمل الجيزاوي: "في مساء يوم الاثنين ذهبت للمشاركة في إحدى ندوات نادي القصة وكعادتي أذهب مبكرًا، دخلت نادي القصة ويبدو أنني وصلت مُبكرًا جدًا؛ لأنني لم أجد أحدًا في الصالة أو قاعة الندوات، فتوجهت مباشرة إلى مكتب الحاج صبري بنادي القصة، وعلى غير العادة وجدت ترحيبًا زائدًا من الحاج صبري وأنا أسلم عليه باليد ثم احتضنني، ووجدت يده تربت كتفي بضحكة عالية وابتسامة كبيرة، وسمعته وهو يهم بالجلوس يقول: عندي لك خبر سعيد، وبدأ يحكي وأنا أجلس أمامه مُنصتًا: قال الحاج صبري: كما تعرف أذهب كل يوم جمعة إلى بيت الأستاذ نجيب محفوظ لقراءة الجرائد والمجلات، ودومًا البداية مع جريدة الأهرام، وملحق الجمعة له أهمية خاصة عند الأستاذ، وبدأ الأستاذ يسأل: "مين كاتب قصة الملحق النهارده؟!، رددتُ: خليل الجيزاوي زميلنا في نادي القصة"، فقال الأستاذ: "اقرأ لما نشوف الجيزاوي بيقول ايه؟".
وبدأت أقرأ والأستاذ يستمع، وظللت أقرأ وكل دقيقتين آخد نفسي وأنظر ناحية الأستاذ، وجدته لم يهز رأسه بالتوقف والانتقال لقراءة حاجة ثانية، كما تعودت منه، وعلى غير العادة وجدتُ الأستاذ يسمعُ مُصغيًا وظللت أقرأ حتى انتهيت من قراءة القصة.
واختتم الحاج صبري قائلاً: من المرات القليلة جدًا التي ينصت الأستاذ نجيب ويريد سماع قراءة القصة حتى نهايتها.
يواصل:" وقفتُ سعيدًا فرحًا، وسلمتُ على الحاج صبري مرة أخرى، وضمنّي الحاج صبري في حضنه فرحًا ومُهنئًا، وعدتُ أجلسُ أمام الحاج صبري لأطلبَ منه ضرورة وأهمية مقابلة الأستاذ نجيب محفوظ.
اعتذر الحاج صبري متعللاً بأنه يقرأ للأستاذ في البيت، وصعب جدًا زيارته للأستاذ، ثم نظر ناحيتي ناصحًا ومشجعًا: “حاول تقابله في إحدى القعدات الخاصة مع أصدقائه، وذكر اسم الأستاذ إبراهيم عبدالعزيز”.
فقلتُ الأستاذ إبراهيم عبد العزيز، مدير تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون يتردد علينا في إدارة النشر بالمجلس الأعلى للثقافة لمتابعة بروفات طباعة كتابه.
وتابع "عندما رجعتُ للبيت اتصلت بالأستاذ إبراهيم وحكيتُ له حكاية قصتي المنشورة في ملحق الأهرام والتي سمعها الأستاذ نجيب محفوظ كاملة وأن الأستاذ هزَّ رأسه مبتسمًا ومعجبًا بها، وأثنى على قصتي بعد سماعها؛ ولهذا طلبت مقابلة الأستاذ لشكره، وكان اللقاء مع الأستاذ نجيب محفوظ بترتيب من الأستاذ إبراهيم عبدالعزيز مدير تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون في فندق المعادي الذي يطل على كورنيش المعادي مباشرة.. الساعة السادسة مساء الأربعاء، وقدمني الأستاذ إبراهيم عبد العزيز للكاتب الكبير نجيب محفوظ كما يبدو في الصورة، وجلستُ معه ساعتين كاملتين حتى غادر الأستاذ الفندق الساعة الثامنة مساء.