قائد مفاوضات الحركة وأمريكا.. من هو عبدالغني برادار نائب رئيس حكومة طالبان؟
أصبح الملا عبدالغني برادر من الأسماء التى أضحت محل اهتمام المجتمع الدولي في الفترة الأخيرة، بعد سقوط أفغانستان في يد حركة طالبان، بالاضافة إلى إعلان اليوم توليه منصب نائب رئيس الحكومة الانتقالية في أفغانستان.
ويعد برادر من أبرز قيادات الحركة، ويعتبره الكثيرون بأنه الزعيم الفعلي للحركة، على الرغم من بعده عن أفغانستان طيلة 20 عاما، واستقراره في قطر ليعود غداة سيطرة طالبان على كابول.
ظل عبدالغني برادر، طيلة الـ20 عاما بين الاعتقال والمطاردة، والتفاوض من أجل السلام، وترأس في السنوات الأخيرة المكتب السياسي لحركة طالبان.
من هو عبدالغني برادر؟
ولد الملا عبد الغني برادر عام 1968 في مقاطعة أوروزغان بجنوب البلاد، ونشأ في قندهار مسقط رأس حركة طالبان.
وانقلبت حياته رأسا على عقب جراء الغزو السوفياتي عام 1979، وهو ما دفعه للمشاركة في الكفاح ضده ليصبح "مجاهدا"، وزُعم أنه قاتل خلال هذه الفترة إلى جانب الملا محمد عمر، الذي فقد إحدى عينيه خلال هذا الصراع.
وشارك الرجلان في تأسيس حركة طالبان التي انبثقت في أوائل التسعينيات من رحم المدارس الدينية في جنوب البلاد وفي مخيمات اللاجئين الأفغان في باكستان.
وتوطدت علاقته بالملا عمر، حتى تزوج عبدالغني برادار من اخت الاول، وفقا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية.
وشغل عبدالغني برادر منصب وزير الدفاع عندما دخلت القوات الامريكية البلاد بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وظل دوره مهما حتى بعد سقوط النظام.
ويُعتقد أنه كان القوة الدافعة وراء العديد من الهجمات حتى اعتقاله في عام 2010 في كراتشي بباكستان، من قبل عملاء الاستخبارات الداخلية، أكبر وأقوى فروع المخابرات الباكستانية الثلاثة، وفقا لوكالة الانباء الفرنسية.
ثم تم تصويره والأغلال تحيط بمعصميه لإظهار مدى جدية السلطات الباكستانية في مطاردة متمردي طالبان.
وأطلق سراحه عام 2018 بعد أن كثفت واشنطن، التي كانت تضاعف جهودها لمغادرة أفغانستان، ضغوطها على الحكومة الباكستانية وبتدخل قطري بغية إنجاح المفاوضات.
انتقال عبدالغني برادر إلى قطر
وانتقل عبدالغني برادر بعدها جوا إلى قطر ليصبح جزءا من فريق طالبان المفاوض، ثم تم تعيينه رئيسا للمكتب السياسي لحركة طالبان في قطر، يحظى بالاحترام من قبل مختلف فصائل الحركة التي تصغي بانتباه إلى نصائحه.
وقاد المفاوضات مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في سبتمبر 2020، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو,
وأسفرت جلسات هذه المفاوضات في 29 فبراير 2020 عن اتفاق تاريخي ينص على انسحاب جميع الجنود الأجانب، مقابل ضمانات أمنية وفتح مفاوضات مباشرة غير مسبوقة بين الحركة والسلطات في كابول.