أورلاندو: عبثية الحياة وسأم العيش وجلال اليقين الكامن خلف الأبدية
عن دار العين للنشر والتوزيع، صدرت الترجمة الأولى لرواية "أورلاندو" للكاتبة الإنجليزية الأصل والمولد فرجينيا وولف وبترجمة للقاصة والمترجمة أميرة بدوي.
و"أورلاندو" هو بطل هذه السردية المفجعة التي تتجاهل العيش والحياة ونمطية تكرار طقوس اليوم في البيت والسكن وسأم بلادة تخلفها ثنائيات الليل والنهار والنوم والصحو والطعام والجوع، لتنطلق المؤلفة التي دشنت عوالم وماهيات كتابة "اللا وعي" منذ قرابة القرن.
في هذه الرواية المُقبضة، تستعيد فرجينيا هوسها وصراعها بتلك الأفكار وتناقش فواجع الموت وإيقاع ولوثة ما يسمى الزمن ودوران عجلاته بلا طائل إلا تغريب وغربة الكائن البشري المنتظر لخلاص دنيوي وما هو بوفير ولا موجود أصلاً.
وفرجينا وولف الكاتبة/ الساردة المؤلفة والتي كتبت من قبل جيوب مثقلة بالحجارة وعائلة دالاوي، وقدمت لها السينما العالمية من قبل انطلاقا من هوليود فيلمها الأثير المفجع أيضًا (الساعات) والتي نال أكثر من جائزة عالمية وقدمت فيه مجمل هواجسها وصراعاتها مع أفكارها الفريدة حيث العيش والسكن والوجود والحياة أيضًا، بلا معنى ولا قيمة توسع وتعمق في تلك الرواية الفذة".
و"أورلاندو" جدوى ما وراء عبث العيش لتقفز لـ"الماوراء، حيث الموت كيقين ورغبة ورعشة ورؤية للخلاص من عذاب الروح التي تتآكل يوميا مع حيوات بليدة ومسوخ بشرية لا تعي قيمة ولا جوهر سمو ما تسمى حياة صافية خلاقة تأملها وتتأملها الساردة في الكتابة فلا يتضح لها إلا الهراء والهذيان ومرار الكوابيس ومناطق العتمة في خارج الجسد وكذلك في الحياة.
وفي "أورلاندو" التي قدمت وكتبت مابين عامي 1927ـ 1928، ونشرتها دار “هوجارث برس" بإنجلترا في منتهى 1928.