حصون الإخوان بتركيا تتساقط فوق رؤوسهم
تشهد جماعة الإخوان الإرهابية حالة من الخلافات والانشقاقات بين أعضائها في الفترة الحالية، الأمر الذي أدى إلى انقسام الصفوف والتشكيك في إدارة المرشد الحالي إبراهيم منير، وتصاعد الخلافات إلى أن وصلت بينه وبين الأمين العام السابق محمود حسين، إلى الحد الذي جعل شباب التنظيم يرتبون اجتماعات سرية لعزل الأول وعودة الثاني إلى منصبه، في خطوة تنذر بتفكك التنظيم.
وتتنوع أسباب الخلافات بين رغبة البعض داخل التنظيم في تولي مناصب قيادية والتطلع إلى مركز مالي أفضل أدى إلى رغبة المرشد في فتح التحقيق لمجموعة من القيادات بتهم فساد مالي، وبين التضييق الأمني والسياسي والاقتصادي على نشاط التنظيم من قبل بعض الدول الأوروبية.
وعلق على هذه المشاهد إبراهيم ربيع، الباحث في شئون التنظيمات والجماعات الإرهابية، قائلا: إن تنظيم الإخوان يعاني حالة من الصراع والانهيار الهيكلي، وحالة الانقسام بين مكتبي التنظيم في لندن وإسطنبول والمواجهات الدائرة بين الطرفين عبر منصات التواصل الاجتماعي والقنوات التابعة للتنظيم، مشيرا إلى أن اصطياد المرشد السابق محمود عزت قضى على التماسك الهش والرمزية الزائفة التي سعى التنظيم على مداومة تسويقها لأتباعه ومموليه، وأصبحت كافة قيادات الجماعة بين ملاحق بتهم تورط فيها التنظيم، وآخرين هاربين بالخارج فقدوا ثقة من تبقى من إخوان بالخارج.
ولفت ربيع، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إلى أن تنظيم الإخوان يواجه ظروفًا مالية غاية في التعقيد فمع نجاح الاستراتيجية المصرية لتجفيف وملاحقة عمليات تمويل الأنشطة الإرهابية، سقطت العديد من شبكات إدارة التدفقات المالية لعناصر التنظيم، إلى جانب وضع أموال التنظيم تحت رقابة المؤسسات الرسمية.
وأكد أن تنافسية الدولة الراعية للهاربين مزقت أواصر التنظيم مع تصاعد حدة الخلاف بين الدول الراعية لعناصره وأنشطته بالخارج، فعلى أحد الأطراف تسعى تركيا إلى إحكام قبضتها على تحركات التنظيم، واستهدفت في فترات سابقة أن يتم توجيه التمويل القطري لتخفيف عبء الهاربين إليها من الإخوان، وعلى الجانب الآخر، تعمل قطر على إعادة تنظيم علاقتها بالجماعة، عبر تصعيد قوى مكتب لندن وتعزيز نفوذهم على باقي المستويات التنظيمية ومع احتدام الصراع بين أنقرة والدوحة على الولاية على تنظيم الإخوان ستتوالى موجات الانشقاقات والتشظي.
ولفت أن رفض الشباب لعواجيز التنظيم بعد استخدمهم في الفترات السابقة لتحقيق مصالحه وتخلى عنهم ولم يبد أي اهتمام بأوضاعهم ومشاكلهم وأن هؤلاء القيادات هم السبب الرئيسي لانهيار التنظيم ويعتبر هذا ضرب لثوابت العمل السري وعضوية التنظيم وهدم لمبدأ السمع والطاعة، وبذلك فقد التنظيم اهم ادواته في توظيف عناصره لتحقيق أهدافه وإخضاعهم للمستويات القيادية.