الطرق الصوفية تنظم محاضراتها العلمية.. وتخوفات من إجراء انتخابات الأعلى للصوفية
تواصل الطرق الصوفية تنظيم فعالياتها العلمية والدينية، بمقر المشيخة العامة للطرق الصوفية، وبحضور جميع شيوخ وعلماء التصوف الإسلامى، حيث نظمت أول أمس الندوة العلمية الثالثة بحضور الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة العلمية بالطرق الصوفية، والدكتور عبدالهادى القصبى شيخ مشايخ الصوفية، والدكتور على جمعة شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، وعدد من شيوخ وعلماء الطرق الصوفية الآخرين.
فى السياق ذاته، لا زالت التخوفات تسيطر على المشهد داخل الطرق الصوفية من تنظيم وإجراء انتخابات المجلس الأعلى للصوفية، نظراً للعدد الكبير الذى من الممكن أن يشارك فى الماراثون الانتخابي، حيث يصل عدد الشيوخ الذين لهم حق الإدلاء بأصواتهم إلى 80 شيخاً، الأمر الذى يمثل عبئاً على كاهل المشيخة العامة للطرق الصوفية، فى الوقت الذى رفض فيه مجلس الوزراء إجراء الانتخابات فى هذا التوقيت تحديداً بسبب جائحة كورونا.
وأعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية، على لسان رئيسها الدكتور عبدالهادى القصبى، التزامها بقرارات الدولة المصرية ومجلس الوزراء حتى لا تكون هناك أى مشكلات تتسبب فى إرباك الوضع الحالى، فى الوقت الذى تسعى فيه الطرق الصوفية إلى إعلاء قيم المحبة والتسامح والتعاون مع كافة مؤسسات الدولة المصرية.
وكانت المشيخة العامة للطرق الصوفية قد أعلنت، في وقت سابق، تنظيم سلسلة ندوات علمية فى مقرها الجديد بالدراسة، حيث يشارك فى هذه الندوات عدد من شيوخ وعلماء الطرق والزوايا الصوفية بمصر، وتهدف هذه الندوات العلمية إلى التأكيد على الدور العالمي للطرق الصوفية فى مصر، وحث الطرق على مزاولة نشاطها الصوفي والعلمي والديني والثقافي، وذلك من أجل إخراج المريدين من حالة الضيق التى يمرون بها بسبب توقف الموالد والفعاليات بسبب جائحة فيروس كورونا.
جدير بالذكر، أن الطرق الصوفية هي مدارس دينية في التزكية والتربية متفرعة من بعضها، ومرتبطة بواسطة السند المتصل، وهي ليست فرقاً إسلامية، وجميعها تتبنى عقيدة أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية، وبعض من أهل الحديث، وتتبع أحد المذاهب الأربعة، والاختلاف بينها إنما هو في طريقة التربية والسلوك إلى الله، والطريقة عند السالكين هي السيرة المختصة بهم إلى الله تعالى من قطع المنازل والترقي في المقامات.
وتختلف الطرق التي يتبعها مشايخ الطرق في تربية طلابها ومريديها باختلاف مشاربهم، واختلاف البيئة الاجتماعية التي يظهرون فيها، وكل هذه الأساليب لا تخرج عن كتاب الله وسنة رسوله، بل هي من باب الاجتهاد المفتوح للأمة، ولذلك قيل: لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق.