60 عاما قضاها بها.. «عم صابر» عشق مدينة الفخار فرسخ حياته لها
بمجرد الدخول لمدينة الفخار ويبدأ بإلقاء التحية يمينا ويسارا، يعرفه الصغير والكبير، ويقابلونه بابتسامة عريضة ترسم الوجوه، ذلك هو «عم صابر» ابن منطقة الفسطاط، الذي قضى حوالي 60 عاما من عمره في هذه المدينة.
وقال صابر (٦٥ عاما)، إنه منذ أن كان طفلا واعتاد على التردد على مدينة الفخار، تلك المنطقة الفنية الأشهر لصناعة الفخار والأعمال اليدوية، متابعا: «الصناعات اليدوية خطفت عقلي وسحرتني منذ كنت صغيرا بالتحديد في الـ5 من العمر».
وأضاف: «ماعرفتش أبقى صاحب حرفة ولكن سحري بالمهنة خلاني أرسخ حياتي للمكان ده، وحاولت العمل بحرفة أعمال الفخار اليدوية إلا أنني لم أنجح لعدم امتلاكي الموهبة، وقررت التردد على ذلك المكان ومساعدة أصحاب الورش والمصانع في البيع وبعض مشاوير النقل».
وزاد «صابر» الذي لم يتزوج بعد: «أحببت انشغالي وسط صانعي الفخار بالمدينة، أنا متجوز الفن المصري الفاخر، وعيالي هما كل الشباب اللي شغالين هنا وبيقدروا يخرجوا بمنتجات تبهر العالم».
وتابع: «أنا من أشهر الشخصيات داخل تلك المدينة، وشاهد على تاريخها منذ أكثر من 60 عاما، وما تعرضت له من تغيرات وتطورات»، منوها إلى أن المدينة أخذت منظور مختلف منذ ثورة يناير، وتأثرت بوباء كورونا الذي قلل من عدد السياح الذين يأتون لمدينة الفخار بشكل يومي للاستمتاع بالفن المصري المميز.
وأكمل صابر: «أنا مبسوط هنا، كل اللي هنا أعرفهم واحد واحد، ولما بغيب يوم عن المدينة العمال وأصحاب الورش بيجوا ليا المزل يطمنوا عليا، ونفسي لما أموت يتعمل قبري هنا وادفن هنا، حياتي كلها هنا، وعايز أموت هنا».