الرحلة الأخيرة.. أسرة نجيب سرور تناشد الحكومة لاستقبال زوجته المسنّة
شهدت أزمة أسرة الشاعر الراحل نجيب سرور انفراجة كبيرة، بعد التصالح مع مصلحة الجوازات والهجرة بالهند.
وكشف فريد نجيب سرور نجل الشاعر الراحل وشقيق شهدي نجيب سرور، أن والدته قررت العودة إلى مصر يوم 9 سبتمبر المقبل.
وقال فريد نجيب سرور عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": أمي الحبيبة، ذات الـ90 عاما، السيدة العظيمة Aleksandra Korsakova أرملة وشريكة مشوار حياة ونضال الرجل المصري العظيم الشاعر نجيب سرور تعاني منذ 7 سنوات من أمراض الشيخوخة، الديمنثييا والزهايمر وضعف النظر ولقد فقدت أيضا قدرتها على السير على قدميها بسبب ضعف ساقيها وآلام في ركبتيها والمفاصل، كما تعاني من اضطرابات في جهازها الهضمي وبسبب ذلك أنها تأكل بصعوبة وأصبحت نحيفة جدا.
وتابع: والدتي الحبيبة الآن في حالة حرجة جدا وبصراحة أمي قاربت جدا أن تودعنا وتنتقل إلى الجنة حيث ينتظرها زوجها وحبيب عمرها المصري نجيب سرور، وبسبب حرج حالتها والآلام والمعاناة التي تمر بيها، فأمي كل يوم بتطلب من ربنا ومني "الموت والرحمة"، وكل مرة لما أمي تجيب سيرة الموت أرد عليها وأذكرها أننا اتفقنا منذ ثلاثة أشهر لما وفقت في أني أوصل الهند وأكون معها، أننا سوف نتصالح مع مصلحة الجوازات والهجرة للهند، وأنها قريبا ستقوم برحلتها الأخيرة في طريق العودة إلى مصر، إلى منزلنا بالهرم، لكي تساعدني على تنفيذ رغبتها ووصيتها بأن تدفن مع رجلها، مع حبيبها، مع زوجها العظيم في القرية المصرية الجميلة أخطاب، وفعلا هذه الرغبة الأخيرة هي السبب الوحيد الباقي لأمي لكي تبقى على قيد الحياة والطريقة الأخيرة ليا في التأثير عليها أو تشجيعها على حياة يوم آخر يقربنا لهدف الرجوع لمصر وانتظار رحمة ربنا.
واستطرد: وبالفعل بعد تقريبا ثلاثة أشهر من الإجراءات والانتظار، تم التصالح وقد منحت الهند إذن سفر لوالدتي وحجزت تذاكر العودة على عن طريق مطار دبي، وسوف نصل بإذن الله مطار القاهرة، صالة 2، الساعة 10 صباحا، يوم 9 من سبتمبر المقبل.
إلا أن فريد نجيب سرور طالب بحل مشكلة أخرى تتعلق بوالدته وهي أنها تحتاج إلى رعاية خاصة وعلاج، قائلا: رغم أني وعدت أمي إني سوف أدفنها مع أبويا ورغم أني متوقع أن أمي سترحل في أي لحظة وأن هذه رحلة الرجوع الأخيرة لوطن زوجها وأولادها،
ورغم أني الآن، تقريبا كل يوم، كما ذكرت أشجعها على الصمود والحياة حتى نوصل مصر، بفكرة أو هدف "الموت والرحمة" هناك في مصر في بيتنا، لكني بداخلي أنا راجع بأمي العجوز بلد أبويا وأهلي ليس فقط لتفيذ رغبتها في أن تدفن مع أبويا، لكن لأني متأكد أن الرحمة واجبة وممكنة لأمي بالرعاية الخاصة والعلاج والحب قبل الموت أيضا وليس بعده فقط، ولذلك أرجو أن تصل هذه الرسالة إلى الوزراء وبطلب/ أصرخ/ أطالب الحكومة المصرية إرسال سيارة إسعاف لاستقبالنا في المطار في ميعاد الرحلة التي ذكرتها بالتفصيل أعلي هذا البيان، ونقل أمي إلى مستشفى مصرية كويسة للمدة الواجبة لكي يقوم الأطباء المتخصصون بالكشف عليها، وأخذ التحاليل والأشعة اللازمة والممكنة لعلاج ما يمكن علاجه أو تخفيف آلام وعواقب أو تأثير ما لا يمكن علاجه في جسم والدتي الحبيبة العجوز
وتأهيلها لنقلها إلى منزل نجيب سرور في أول الهرم الذي تم تصليحه وتجديده لكي تعيش فيه أمي في رعايتي وفي أقصى راحة ممكنة حتى تحين ساعة وإرادة ورحمة ربنا.
وكان فريد نجيب سرور، أصدر في مارس الماضي، بيانا يطلب فيه من الحكومة المصرية متمثلة في وزارتي الثقافة والخارجية في مساعدته لرجوع والدته من الهند إلى مصر، وغلق مرحلة الهند والعودة إلى مصر من جديد.
وأوضح: عائلة نجيب سرور منذ عام 2011، انتقلت لمقاطعة جوا بالهند لتلتحق بابن نجيب سرور الأكبر شهدي، من أجل لم شمل العائلة بعد أن تفرقت، بسبب أن شهدي لم يكن في استطاعته الرجوع إلى مصر لأنه كان مطلوبًا في حكم بسنة سجن منذ عام 2002 لتنفيذه وصية والده نجيب سرور ونشره قصيدة "الأميات" على الإنترنت.
وتابع: في عام 2015 وأثناء إقامتنا بالهند، والدتي، أرملة نجيب سرور التي تمت حينها عامها الـ85، أصيبت بمرض الزهايمر مع أعراض أخرى بسبب الشيخوخة، ولقد قررنا حينها مع شهدي أنها سوف تعيش معنا وتحت رعايتنا وأن ما حدث لها هو رحمة من الله، بعد مشوار حياة حافلة بالأحداث والنضال، دعما لزوجها في حياته، وفي سبيل نشر أعماله وتربية أولاده بعد وفاته، وقد كانت تحت رعايتنا أنا وأخي، إلى أن توفى شهدي في يوليو 2019.
واستطرد: بعد وفاة أخي كانت حتى مارس 2020، تعيش والدتي في رعايتي ورعاية زوجتي الحامل في بركة ابني، وفي 17 مارس 2020 سافرت مع زوجتي إلى روسيا لكي تلد بركة ابني هناك، وتركت والدتي في رعاية أصدقائنا في الهند ولم يكن في تخيلي أو في تخيل أي شخص في ذلك الوقت أن بعد عشرة أيام فقط أن جميع الحدود الدولية سوف تُغلق وأنه لن يكون في استطاعتي كل هذا الوقت الرجوع إلى الهند للعناية بوالدتي.
وذكر: وقررت أن أطلب مساعدة كل معارفنا ومحبي نجيب سرور، والحكومة المصرية متمثلة في وزارة الثقافة ووزارة الخارجية في مساعدتي لرجوع والدتي من الهند إلى مصر، وطن زوجها الشاعر والكاتب المسرحي العظيم نجيب سرور وموطن أولادها شهدي وفريد، وغلق مرحلة الهند من حياتنا والعودة إلى مصر من جديد، حيث كان وجودنا بجوار شهدي هناك هو السبب في الغربة، وبعد وفاته لم يعد هناك سبب للبقاء؛ خصوصا لوصول والدتي لعامها الـ90 وحالتها الصحية الحرجة، وقريبا جدا ستحتاج عناية خاصة، التي لن تكون متوفرة لها غير في مصر حيث وطن زوجها العظيم وأولادها.