وزير الخارجية التونسي: كل دول الجوار تودّ أن ترجع ليبيا إلى مكانتها
قال وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، اليوم الإثنين، عقب لقائه نظيره الجزائري رمطان العمامرة، إن بلاده لديها خارطة طريق بخصوص ليبيا، ونحن هنا في الجزائر للنظر في الأوضاع الليبية وفي إمكانية مساعدة الإخوة الليبيين للتوجه نحو تطبيق هذه الخارطة والتحاور معهم حول أنجح السبل للوصول إلى الاستحقاقات القادمة.
وأشار الجرندي، في تصريحات صحفية، نقلتها قناة "ليبيا الحدث"، إلى أن كل دول الجوار تودّ أن ترجع ليبيا إلى مكانتها وأن تلعب دورها في استقرار المنطقة.
وأضاف: "ثمّة محيط جيوسياسي كبير جدًا وعلينا أن نتحاور في شأنه، وأن الجزائر وتونس تنسّقان دائمًا في مواقفهما، ونأمل أن تنصهر كل دول المنطقة في هذا المسار، فالتحديات أصبحت كبيرة ولا يستطيع أي أحد أن يواجهها وحده".
وتستضيف الجزائر اليوم اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي "مصر وتونس والسودان والجزائر وتشاد ومالي" الذي يبحث سبل إنهاء الأزمة الليبية المستمرة منذ عام 2011، وعلى رأسها تنظيم الانتخابات وإخراج المرتزقة من البلاد.
وحسب ما تداولته الصحف المحلية فإن مؤتمر الجزائر بشأن ليبيا الذي يشارك فيه أيضًا ممثلون عن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، يبحث تنظيم الانتخابات العامة في موعدها المقرر في 24 ديسمبر وإيجاد سبل تذليل العقبات والخلافات بين الأطراف الليبية، وكذا وضع آلية جديدة لمرحلة ما بعد الانتخابات من خلال مساعدة ليبيا على بناء مؤسساتها الجديدة وإعادة إعمارها، إضافة إلى إلزام الأطراف الليبية بمخرجات مؤتمر برلين على رأسها إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، وحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، ورفض التدخلات الأجنبية في الشئون الليبية وأراضيها، فضلا عن إلزام الأطراف الليبية على وقف لغة السلاح وحثها على الحوار كفرصة مواتية لإنهاء الصراع الدائر منذ نحو عقد كامل.
ورجحت التقارير المختلفة أن الاجتماع، الذي ينعقد بالتزامن مع التعقيدات والخلافات المطروحة على الساحة الليبية، لا سيما فيما يتعلق بالقاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات العامة وكذا خلافات الحكومة والبرلمان بشأن الميزانية العامة من جهة وعودة الاشتباكات بين المليشيات من جهة أخرى، يؤكد أهمية دور دول الجوار والاتحاد الإفريقي في إرساء السلام بليبيا وتكثيف التنسيق مع الدول الفاعلة للوصول إلى تفاهمات تُبعد ليبيا عن مأزق عدم إجراء الانتخابات في موعدها.
يذكر أن آخر اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي الذي انعقد في 22 يناير الماضي، اتفق فيه المشاركون على 5 مبادئ أساسية تدعم مخرجات مؤتمر برلين، أبرزها التأكيد على أنه لا حل للأزمة الليبية إلا بشكل سياسي وأن يكون بين الليبيين وحدهم، ودعم وحدة الأراضي الليبية واحترام سيادتها كدولة واحدة موحدة، وإشراك دول الجوار في الجهود الدولية لحل الأزمة، بالإضافة إلى إشراك الاتحاد الإفريقي باعتبار ليبيا عضواً فيه، ورفض التدخلات الخارجية، وكذا رفض تدفق الأسلحة إلى ليبيا.