«كيف إجباري».. معاناة زوجات المدمنين: خايفين ربنا ميقبلش صلاتنا
في الوقت الذي تكثف فيه الدولة حملات التفتيش على متعاطي المخدرات، في محاولة للتصدي للحوادث والأفعال الإجرامية التي تحدث بسبب تعاطي العاملين لبعض أنواع المخدرات، صرح الدكتور محمد مصطفى، خبير السموم والمخدرات بمصلحة الطب الشرعي، مستشار صندوق علاج ومكافحة الإدمان، أن التدخين السلبي قد يكون عاملًا في إيجابية عينة التحليل قائلًا: "الزوجة جلست بجوار زوجها متعاطي الحشيش لفترات طويلة، سيظهر نتيجة تحليلها إيجابي في حملات الكشف عن تعاطي المواد المخدرة".
في هذه السطور نتناول قصص لبعض زوجات المدمنين اللائي أعلنَ عن تخوفهن في حال عمل أزواجهن من أن يحسبوا معهم كمدمنين بسبب تواجدهن معهم لفترات طويلة، وبالتالي التسبب في إيجابية عينتهن هم أيضًا.
"س.م" زوجة وأم لثلاث أطفال تقول: زوجي مدمن يشرب الحشيش ليل نهار وعاطل عن العمل، ونحن نعيش على مساعدات أهلي ومرتب ابني الأكبر الذي يعمل “دليفري”، وأنا لا أستطيع العمل لإصابتي المزمنة بإعاقة بالظهر.
توضح "س.م" أن رائحة المنزل بفعل إدمان زوجها للمخدرات الدائمة أصبحت متشبعة بالمخدر، إلى الدرجة التي جعلت الجيران ينفرون من دخوله، بل ووصل بهم الحال إلى أنهم ظنوا أنها تشاركه تناول هذا الحشيش.
وأعربت عن تخوفها من أن تخضع في أي وقت لتحليل المخدرات، وحملها صفة الإيجابية نظرًا لكونها تجلس بأغلب الوقت مع واحد من المدمنين الذين فقد الأمل في عدولهم عن هذا الإدمان، وأصبح من حولهم متهمًا بريئًا كحالها.
وتقول "ن.ح" إنها زوجة لأحد المدمنين ووجدت نفسها مجبرة على الاستمرار في حياتها نظرًا لوجود أطفال بينهما ولم تكتشف إدمانه إلا بعد فترة من الإنجاب، ووصفت حياتها بالجحيم، حيث وصل الحال بزوجها إلى محاولة إجبارها على شرب المخدرات، ولكنها أبت ذلك إلا أنه أصبح يوميًا يتعاطى الأفيون ويجمع أصدقاؤه حتى الساعات الأولى من الصباح.
وتضيف: "أصبحت أشعر وكأنني أنا الأخرى مدمنة مخدرات، لا أثق في قبول صلاتي، وذكري لله فأنا أستنشق لحظيًا رائحة المخدرات في منزلي، ووصل بي الأمر إلى أن أصبت بحالة اكتئاب، ولم أستطع الصيام بسبب شكي الدائم في قبول أعمالي بيني وبين الله بسبب وجودي دائمًا مع هذا المدمن.
تتابع: "ما ذنبي أن أحسب من المدمنين في حال التحليل لي وذلك بسبب تواجدي معظم الأوقات مع هذا المدمن؟"، موضحة أنه يجب أن تراعي هذه الاعتبارات في التحليل لزوجات المدمنين، فلا يتهمن بالإدمان لمجرد أنهم يعيشون مع مدمنين.