عنف جنسى وتجويع.. رسائل ودعوات لوقف انتهاكات النظام الإثيوبى فى تيجراى
تتوالى الدعوات والرسائل التي تحذر من تفاقم الأوضاع في إقليم تيجراي بإثيوبيا وتأثيرها على منطقة القرن الإقريقية، محملة الحكومة الإثيوبية اللوم بالتسبب في الأزمة الإنسانية في الإقليم المحاصر وارتكاب انتهاكات حقوقية جسيمة بحق المدنيين، ويشمل ذلك العنف الجنسي النساء والاعتقال التعسفي لأبناء العرقية التيجرية، داعية الحكومة إلى سرعة وقف تلك الانتهاكات واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف نزيف الحرب هناك.
دعوات لوقف العنف الجنسي ضد النساء في تيجراي على يد النظام
وقال أحد القساوسة المحليين في إثيوبيا، إن قوات الحكومة المركزية في أديس أبابا تنفذ عمليات اغتصاب وعنف جنسي جماعي ضد النساء والفتيات في منطقة تيجراي الشمالية، مشيرا إلى أن هذا النوع من العنف يستخدم كحرب نفسية بمعاقبة التيجرايين وكل من يدعم الجانب التيجراي في النزاع.
وأضاف القس، الذي لم يتم ذكر اسمه، في تصريحات مع منظمة "صوت الشهداء في كوريا"، أنه كان شاهدا على إحدى حالات الاغتصاب في تيجراي؛ حيث سألته القوات المتحالفة مع الحكومة الإثيوبية عن مكان وجود امرأة معينة من أجل اغتصابها، مشيرا إلى أن الفتيات يتم اغتصابهن أمام آبائهن كوسيلة لعقاب الرجال على وقوفهم بجانب قوات تيجراى في النزاع المستمر في المنطقة.
وأشار القس إلى أنه زار العديد من المستشفيات في تيجراي وشاهد جناحًا خاصًا مخصصًا لضحايا الاغتصاب في كل مستشفى، موضحا أن هذا النوع من الجرائم لا يتم الإبلاغ عنه من قبل أهالي الضحايا.
وتابع: "الجرائم المتعلقة بالاغتصاب في مثل الثقافات هي جرائم متعلقة بالشرف والعار، ولا يتم الإبلاغ عنها في كثير من الأحيان، في هذه الثقافات، المرأة التي تعترف بتعرضها للاغتصاب تجلب العار لعائلتها وتعرض مستقبلها المحتمل كامرأة للخطر، وتمنع فرص زواجها كامرأة شريفة"، واستطرد: "هذه قضايا يجب علينا كمسيحيين أن نكون حساسين لها بشكل خاص".
ولفت إلى أنه بجانب العنف الجنسي تجاه النساء، يتم استخدام الجوع أيضا كسلاح ضد سكان تيجراي، مؤكدا أن الحكومة الإثيوبية تواجه اتهامات بعرقلة وصول المساعدات إلى المنطقة، التي ظلت معزولة إلى حد كبير عن بقية العالم منذ أن هاجمها الجيش الإثيوبي في نوفمبر من العام الماضي، وأشار إلى أن المسئولين يؤكدون أن مستودعات المواد الغذائية شبه فارغة.
مثقفو إفريقيا يدعون إثيوبيا إلى وقف انتهاكاتها ضد تيجراي
فيما دعا عشرات المثقفين الأفارقة، في رسالة مفتوحة، الحكومة الإثيوبية لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تيجراي ووقف الصراع والاستجابة للدعوة للحوار السياسي، معربين عن انزعاجهم بشدة من استمرار الحرب الأهلية في الإقليم الشمالي.
وقال المثقفون الأفارقة في رسالتهم التي نقلها موقع "African Argument" الإفريقي: "ندين حقيقة أن الصراع يؤثر على أعداد متزايدة من المدنيين"، مشيرا إلى تقارير العنف الجنسي وتدفقات اللاجئين إلى الخارج والجوع الموثق والتقارير الأخرى عن الاعتقالات غير القانونية واسعة النطاق والمستهدفة والاختفاء القسري لأبناء عرقية تيجراي.
وأضافوا: "لقد عانت إثيوبيا وشعوبها بما فيه الكفاية ولا يمكن للبلاد أن تتحمل المزيد من الدمار".
وأدان الموقعون على الرسالة أيضا تدمير البنية التحتية للمنطقة الشمالية في إثيوبيا وكذلك مناطق أخرى في البلاد، بما في ذلك مؤسسات التعليم العالي ودور العبادة والتراث الثقافي، مشيرين إلى أن الحكومة الإثيوبة لا تبالي بهذا التدمير، ولا تسعى إلى حل سياسي لتجنب تلك الخسائر المادية.
وأشاروا إلى أن مصادرة الحكومة الأراضي المتنازع عليها واحتجاز أفراد عائلات الجماعات السياسية المحظورة مؤخرًا، تزيد من التوترات الفعلية، مما يؤدي إلى توسيع دائرة العنف بين الأجيال القادمة.
وفي نهاية رسالتهم، دعا الموقعون الدول المجاورة لإثيوبيا لممارسة أقصى قدر من الضغط على الحكومة الإثيوبية- في إطار الهيئة الحكومية الدولية للتنمية "إيجاد" والاتحاد الإفريقي- الخضوع للوساطة الخارجية لهذا الصراع، والضغط من أجل الدفع إلى طاولة المفاوضات وتحديد حل سياسي يؤدي إلى حوار وطني أوسع نطاقاً بشأن مستقبل الدولة الإثيوبية.
وتابعوا دعوتهم: "نحث جميع القادة والمجموعات المدنية الإثيوبيين على إظهار الشهامة والرؤية اللازمتين لإعادة بناء بلد عانى طويلاً بالفعل، وندعو إلى أي تسوية سياسية يتم التفاوض عليها لتشمل عملية المساءلة العامة عن الفظائع الجماعية المرتكبة في جميع أنحاء إثيوبيا، ويشهد تاريخ الدولة الإفريقية على فاعلية مسار بديل ملتزم بالحقيقة والسلام والعدالة والمصالحة".