الأمين العام للأمم المتحدة: مستقبل إثيوبيا على المحك بسبب الوضع في تيجراي
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مجلس الأمن، من خطورة الوضع "المزري والمأساوي" في تيجراي الإثيوبية، مؤكدًا: أن "كارثة إنسانية تحدث بالفعل أمام أعيننا".
وأضاف أن "وحدة إثيوبيا واستقرار المنطقة أصبحت على المحك"، داعيًا إلى محاسبة كل المسؤولين عن الانتهاكات الحقوقية التي ترتكب ضد المدنيين في الإقليم المحاصر.
ووفقا لتقرير نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة، أكد أنطونيو جوتيريش خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، بشأن الأوضاع في تيجراي، أن الصراع في الإقليم الشمالي والذي بدأ قبل 10 أشهر آخذ في الاتساع خارج حدود المنطقة، مسببًا تداعيات سياسية واقتصادية وإنسانية "خطيرة" على البلاد والمنطقة الأوسع.
وتابع:"الخطاب التحريضي والتصنيف العرقي يمزقان النسيج الاجتماعي للبلاد، والثمن البشري للحرب يرتفع يوما بعد يوم"، مطالبًا الحكومة في أديس أبابا بالوقف الفوري لإطلاق النار وبدء حوار سياسي وطني.
كما دعا جميع الأطراف إلى "إنهاء الأعمال العدائية على الفور دون شروط مسبقة واغتنام تلك الفرصة للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار”.
وأشار جوتيريش إلى أن إعلان الحكومة في يونيو الماضي بوقف إطلاق النار من جانب أحادي وانسحاب القوات الإثيوبية من العاصمة الإقليمية "ميكيلي" لم يؤد إلى وقف شامل لإطلاق النار.
حصار إنساني بحكم الأمر الواقع
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة السفراء أن تيجراي لا تزال تحت حصار إنساني بحكم الأمر الواقع ، منتقدا قيام الحكومة الإثيوبية بقطع الكهرباء والاتصالات عن المنطقة.
وأوضح أن الاستجابة الإنسانية لمنظمات الإغاثة لا تزال مقيدة "بشدة" بسبب انعدام الأمن و"القيود التعسفية" التي تفرضها الحكومة على عمل الوكالات الإنسانية.
َوتابع "يعتمد الوصول البري إلى تيجراى الآن على طريق واحد فقط، عبر عفار ، والذي يتضمن المرور عبر العديد من نقاط التفتيش، وفي الوقت نفسه، على الرغم من أن الوكالات الإغاثية تطلب وصول ما يقرب من 100 شاحنة من المساعدات إلى ميكيلي كل يوم ، لم تصل أي شاحنات منذ أكثر من أسبوع"
وأشار إلى أن الصراع تسبب في نزوح أكثر من مليوني شخص وان هناك ملايين من المواطنين في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية.
وحذر من أن “ما لا يقل عن 400 ألف شخص يواجهون ظروف شبيهة بالمجاعة”، مشيرًا إلى أن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، حذر أيضًا من أن 100 ألف طفل حياته مهددة بسوء تغذية حاد ووخيم خلال الأيام المقبلة، إلى جانب ورود تقارير عن العنف الجنسي ضد الفتيات والنساء في تيجراي، فضلا عن تدمير المستشفيات والبنية التحتية للمنطقة.
وواصل:"إنني أدين هذه الأعمال الفظيعة بأشد العبارات الممكنة، ويجب أن تكون هناك مساءلة عنها".
استنزاف اقتصاد إثيوبيا وتراكم الديون
ونوه أنطونيو جوتيريش إلى أن العنف الطائفي الذي تشهده المنطقة وتفاقم الصراع العسكري، جنبا إلى جنب مع الفيضانات وانتشار الجراد، يؤثر على اقتصاد إثيوبيا.
وأضاف" تسبب القتال في استنزف مليار دولار من خزائن إثيوبيا"، لافتًا إلى تلك الأحداث أدت الي تراكم الديون على البلاد بشكل كبير.
هذا فضلا عن معدلات التضخم الآخذة في الارتفاع، كما تعاني إثيويبا من ارتفاع حالات الإصابة بكورونا، فهي خامس أعلى معدل لحالات كورونا المستجد في إفريقيا.
الإثيوبيون ضحايا 'صراع لا داعي له'
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أسفه العميق إزاء الأحداث المأساوية التي تتكشف في تيجراي، من بينها الدعوات الأخيرة التي أطلقها النظام لحض المواطنين على المشاركة في الحرب وحمل السلاح.
وقال:"إنه لأمر مفجع أن نرى العديد من الشباب الإثيوبيين يتم استغلالهم وتعبئتهم في المجهود الحربي، مع توجيه طاقاتهم إلى طريق الانقسام والدمار، بدلاً من بناء مستقبل أفضل لجميع الإثيوبيين، ووصفهم بأنهم" ضحايا لصراع الذي لا داعي له ".
واختتم الأمين العام للأمم المتحدة كلمته: إن مستقبل إثيوبيا على المحك بكل معنى الكلمة، دعونا نتعهد ببذل كل ما في وسعنا للدفع بطريق التماسك الوطني".