في تذكار ميلاده.. محطات من سيرة عالم القبطيات الألماني كارل شميت

تحتفل الكنائس والمعاهد الدينية المسيحية المصرية وبالخارج، اليوم بتذكار ميلاد عالم القبطيات الألماني “كارل شميدت” والذي يمثل أهمية كبيرة في تاريخ علم القبطيات Coptology؛ فهو العالم الذي اهتم بطبع ونشر العديد والعديد من النصوص القبطية المهمة.

ولد"شميت" في 26 أغسطس 1868 بإحدى المدن الألمانية؛ وعشق منذ طفولته الدراسات الكلاسيكية واللغات القديمة؛ فتخصص في اللغات العبرية؛ واليونانية؛ ودرس في البداية في جامعة لييزج Leipzig؛ ثم توجه إلى جامعة برلين بعد ذلك؛ حيث تعرف على العالم الألماني الكبير أدولف هارناك وقام بتوجيهه إلى دراسة علم الآبائيات  وتاريخ الأدب المسيحي القديم. 

وتولى كارل شميت منصبا هاما (ما يقابل المسؤول العلمي على نشر وتحقيق كتابات آباء الكنيسة) وكان ذلك خلال عام 1900، وفقاً للباحث في التراث القبطي “ماجد كامل”. 

ولقد قام كل من عالمين المصريات الكبيرين أدولف إرمان وجورج تشيندروف بتوجيهه إلى علم القبطيات؛ فقام تشيندروف بتعليمه اللغة القبطية وكانت رسالة الدكتوراه الخاصة به عن إحدى الوثائق الغنوسية. 

وحرص هارناك على تدعيم شميدت بعد أن اكتشف قدراته العلمية الكبيرة، تم تعيينه أستاذا للغة المصرية بجامعة برلين خلال عام 1899. وأستاذ شرف خلال عام 1921؛ ثم أصبح أستاذا فخريا في تاريخ المسيحية والأدب القبطي؛ وكان ذلك خلال عام 1928. ثم تقاعد عن العمل خلال عام 1935.

ويذكر المرحوم الدكتور عزيز سوريال عطية في الموسوعة القبطية أنه قام بنشر وتحقيق العديد والعديد من الوثائق والمخطوطات القبطية الهامة خلال عام 1930. ولقد قام بزيارة مصر العديد من المرات لكي يقتني بعض المخطوطات القبطية. وبعض هذه المخطوطات تم إيداعها في جامعة لوفان حيث تمت دراستها وتحقيقها على يد العالم البلجيكي الكبير ليفورت، ولكن هذه المخطوطات قد تم تدميرها خلال الحرب العالمية الثانية. والباقي منها تم بيعه لجامعة ميتشجان بعد وفاته.