كانت حلم الأنبا أبيفانيوس.. ماذا قال البابا تواضروس في تدشين كاتدرائية أبو مقار؟
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنه يوم فرح، أن نشترك جميعًا الآباء الأحبار الأجلاء والآباء الكهنة والشمامسة والإكليروس وكل الشعب مع آباء الدير العامر الآباء الرهبان أن نشترك جميعًا في هذه المناسبة السعيدة مناسبة تدشين هذه الكاتدرائية.
مضيفا: وكانت حلمًا أن توجد كاتدرائية في هذا الدير بالإضافة إلى كنائسه القديمة والأثرية، وأن توجد هذه الكاتدرائية التي يمكن أن تخدم السادة الضيوف والزوار والآباء بسرعة وتحفظ في نفس الوقت هدوء ومكانة الدير الأثري وقلالي الآباء الرهبان، وتحفظها في هدوء فتكون هذه الكاتدرائية بعيدة قليلاً عن الدير، ويرافقها ويلحقها أيضًا بيت للضيافة واستقبال الزوار بصفة عامة، بحيث أننا كأقباط نحب البرية ونحب الحياة في البرية ونحب آباءنا الرهبان، ودائمًا نحن كأسر قبطية نأخذ القوة والطاقة من زيارات الأديرة ومن بركة الآباء والقديسين الذين عاشوا في هذه المواضع المقدسة.
وتابع: ولذلك اليوم يوم فرح وتحقيق اشتياقات كثيرة بدأها المتنيح نيافة الأنبا إبيفانيوس، عندما تسلّم رئاسة الدير في عام ٢٠١٣ وبدأ يخطط مع الآباء الأحباء لوجود هذه المباني التي بها نستطيع أن نخدم ونستطيع في نفس الوقت أن نعيش حياتنا الرهبانية في هدوء، فوَضع الأساس كما استمعنا من قدس أبونا سرجيوس في سنة ٢٠١٦ واستمر العمل ثم توقف بعد نياحته قليلًا، ولكن الآباء في محبتهم وتعبهم استكملوه وفرحوا به وفرّحوا قلب الأب الأسقف الذي عاش في وسطكم وفرّحوا أيضًا الكنيسة كلها، وقبل هذا وكله يفرّحون القديس العظيم مكاريوس الكبير صاحب هذه البرية والأب الروحي لها ومنشئها ومؤسسها.
مضيفا: الكاتدرائية جميلة، وأثناء دخولي رأيتها بتراث فريد ووجدت أن بها ثلاث صفات حلوة وهذه الصفات، ممكن أن نستفيد بها في حياتنا الروحية.
الصفة الأولى: أنها تمتاز بلمحة جمال في تأسيسها وفي شكلها وفي مدى اتساعها، وبها لمحة جمال ليس في الداخل فقط ولكن في الخارج أيضًا، وأيضًا الطرق المؤدية لها جميلة بالخضرة الموجودة و landscape الخارجية.
وقال البابا تواضروس خلال لقائه مع رهبان دير أبو مقار عقب صلاة التدشين: الصفة الثانية في هذه الكنيسة: أنها كلها باللون الأبيض كما تشاهدون السقف أبيض والأعمدة بيضاء والجدران بيضاء فتُكلمنا عن حياة النقاوة اما الصفة الثالثة في هذه الكنيسة: أن أيقوناتها الزجاجية كثيرة وكلها أيقونات زجاجية تظهر من الداخل ومن الخارج، وهذا الزجاج دائمًا تعبير عن الشفافية.
وتابع: فكأننا كآباء رهبان نعيش في هذه البرية المقدسة نسعى ونجتهد لكي نقتني بالصبر القلب النقي، وكلنا عندما نرتدي ثيابنا ونمشي في الطريق وتمر سيارة في بركة مياه غير نظيفة بجوارنا وتلطخ ثيابنا نصبح متضايقين ونصير متلهفين لسرعة نظافة ثيابنا أو تبديلها، وهذا عن ثياب بالية، فما بالك عن قلوب حيّة نواجه ونتواجد بها مع ربنا، فالله طلب منا أن تكون قلوبنا هي التي نقدمها له، ولا يوجد شيء آخر نقدمه لربنا، وهو أعطانا كل شيء فبالتالي لا يوجد شيء أقدمه له سوى قلبي، وقلبي لا بد أن أُعدّه من اليوم، والقلب لا يراه إنسان وإنما فقط الله هو الذي يراه ويفحصه.
واختتم كلمته قائلًا: نحن يا إخوتي نعيش حياتنا الرهبانية التي هي النعمة الكبيرة التي أعطاها لنا ربنا في حياتنا ونعيش في أديرتنا العامرة ونفرح بالتاريخ والتراث وبالقديسين الذين عاشوا وسبقونا وسلّمونا حياة قوية وحياة روحية قوية، وهذه الحياة مختصرها أن نقتني القلوب النقية.