«عاش هنا» تكشف جيران الفنانة مديحة سالم والفنان جورج سيدهم
لو كنت من هواة المشي وتأمل الشوارع والطرز المعمارية، وتتبع الحكايات التي تخبئها الجدران بين تواريخها، عن أناس كانوا هنا ورحلوا وجاء غيرهم فغيرهم وغدًا سيأتي من بعدهم غيرهم الكثير أيضًا، سيلفت انتباهك لافتات "عاش هنا"، وهو المشروع الذي أطلقه الجهاز الحضاري للتنسيق العمراني رسميًا في مطالع 2017، فقد حقق نجاحًا شعبيًا كبيرًا، ولاقى قبولًا واسعًا من عامة المصريين.
ويرصد المشروع ويوثق لآلاف من الشخصيات البارزة في تاريخ مصر السياسي والثقافي والاجتماعي، ما بين قادة وأبطال عسكريين، وكُتاب وفنانين عاشوا في أرجاء المحروسة عبر تاريخها الممتد.
ولو كنت من سكان محافظة الجيزة تحديدًا عند التقائها بمحافظة القاهرة بشارع النيل الممتد، ستلاحظ أن "عمارة النيل" تجاور فيها كل من الكاتبين المبدعين فتحي غانم ويوسف إدريس، والفنانين يحيي شاهين و محمد خيري.
“حكاية تو، الأفيال، تلك الأيام، الرجل الذي فقد ظله، قليل من الحب كثير من العنف، الجبل، قط وفار في قطار، الغبي، بنت من شبرا، ست الحسن والجمال، الرجل المناسب، زينب والعرش”، روايات أثرت الحياة الأدبيّة في مصر والعالم العربي بقلم الروائي الكبير فتحي غانم. الذي جاور يوسف إدريس صاحب الأعمال المسرحية والروائية منها: الحرام، النداهة، العيب، حادثة شرف، قاع المدينة، العسكري الأسود، بيت من لحم، البيضاء وغيرها بالإضافة إلي مسرحياته: الفرافير، ملك القطن، اللحظة الحرجة، المخططين، المهزلة الأرضية، الجنس الثالث، البهلوان وغيرها.
وفي نفس عمارة النيل جاورهم الفنان محمد خيري، والذي قدم البطولة المطلقة في مقتبل حياته الفنية أمام الفنانة ماجدة، في فيلم "العمر لحظة"، وتوالت أعماله السينمائية والتليفزيونية من أبرزها: يا صديقي كم تساوي، الدموع في عيون ضاحكة، لعبة القتل، إثر حادث أليم، السياسي، دموع في حضن الجبل وغيرها.
وهي العمارة أيضًا التي عاش فيها الفنان يحيي شاهين، وهو واحد من جيل الفطاحل في السينما المصرية، تعددت أدواره والشخصيات التي قدمها من خلال أفلامه السينمائية ومن أشهرها، دور "السيد أحمد عبد الجواد" في رائعة أديب نوبل نجيب محفوظ بين القصرين والسكرية. بالإضافة إلي بطولته لمئات الأفلام السينمائية من بينها: الغريب، هذا هو الحب، شارع المواردي، الطاحونة، شىذ من الخوف، الأرض، أشياء لا تشترى، المراهقان، هذا الرجل أحبه، المعلمة، الملاك الصغير، كهرمان وغيرها.
ــ الموسيقار فريد الأطرش في عمارة "الصبان بلازا"
وعلى بُعد خطوات من عمارة النيل، تقع عمارة "البلازا"، والتي عاش فيها الموسيقار الكبير ملك العود فريد الأطرش. والذي يُعد أحد أعظم المطربين والملحنين في العالم ولقب بملك العود، ينتمي إلى آل الأطرش إحدى العائلات العريقة في جبل الدروز جنوب سوريا.
بدأ مشواره الفنى بعد أن انتقل للقاهرة مع والدته الأميرة عالية بنت المنذر وأشقائه فؤاد وأسمهان، قام ببطولة 31 فيلما سينمائيا وتغني بكلمات لعمالقة الشعراء كما لحن لعدد من الفنانين والفنانات العرب، منهم أسمهان، شادية، فايزة أحمد، صباح، مها صبري، وديع الصافي، نور الهدى ومحرم فؤاد.
كما تقع فيلا الرئيس الأسبق محمد أنور السادات في شارع النيل أيضًا، وتقلد السادات العديد من المناصب على مر تاريخه الحافل وعلى رأسها سكرتير المؤتمر الإسلامي؛ رئيسً مجلس الأمة الموحد، نائب لرئيس الجمهورية، كما تقلد منصب رئيس جمهورية مصر خلفًا للرئيس جمال عبد الناصر عام 1970، وقاد ما أطلق عليه "ثورة التصحيح" في 15 مايو 1971، قاد مصر نحو تحقيق نصر حرب أكتوبر عام 1973 وتوقيعه معاهدة السلام.
ــ مديحة سالم وجورج سيدهم في التحرير
وفي ميدان التحرير تجاورت الفنانة مديحة سالم والفنان جورج سيدهم، والسيناريست ممدوح الليثي، تحديدا شارع ميريت أمام المتحف المصري.
ومديحة سالم تتميز بملامح وجهها الهادئة البريئة. قدمت خلال حقبتي الستينات والسبعينات، العديد من الأفلام السينمائية، من أشهرها: ثورة البنات، آه من حواء، مذكرات تلميذة، أم العروسة، هى والرجال، الراجل دا حيجنني، أغلي من حياتي، لا تطفئ الشمس، هي والرجال، الليلة الأخيرة وغيرها.
أما الفنان جورج سيدهم أحد نجوم ثلاثي أضواء المسرح، فهو أحد أظرف الكوميديانات فى السينما والمسرح، حضور وغناء ورقص وقدرة على أن يترك بصمة وعلامة فى مشهد واحد، تبدو موهبة جورج فى الاسكتشات الأولى فى قدرته على تقمص شخصية امرأة بدينة دلوعة وطروب، كان يفعل ذلك بدون ملابس نسائية أو ماكياج أو اكسسوار على المسرح كما فى اسكتش "دكتور.. الحقنى" الشهير.
ــ خيرية أحمد ويوسف عوف في شارع التحرير
وفي شارع التحرير بحي الدقي، عاش الكاتب الساخر يوسف عوف وزوجته الفنانة خيرية أحمد.
والتحقت خيرية أحمد بفرقة المسرح الحر واشتركت فى مسرحيات مراتى بنت جن وعبد السلام أفندى، والرضا السامي، وفى الخمسينيات قدمت برنامج ساعة لقلبك بإذاعة القاهرة، ثم انضمت الى فرقة ساعة لقلبك المسرحية، وفرقة اسماعيل يس، التحقت بالمسرح الكوميدي في الستينيات بفرق التليفزيون وقدمت العديد من الأدوار ما بين المسرح والسينما والتليفزيون.
بينما زوجها الكاتب الساخر السيناريست يوسف عوف فقد كتب ونشر العديد من الأعمال الإبداعية نذكر منها: كرسي في الكلوب، مش معقول، عجايب، هموم ضاحكة، حيجننوني بالإضافة إلي كتابة العديد من البرامج والمسلسلات الكوميدية من أشهرها ساكن قصادي، ساعة لقلبك، مسرحية راقصة قطاع عام، فيلم عالم عيال عيال وغيرها.