ضحى عاصي: مواجهة الأفكار المتطرفة مشروعي الشخصي.. والكيانات الثقافية المصرية تواجه أزمة (حوار)
منذ أن فازت الأديبة ضحى عاصي في انتخابات مجلس «النواب» فى ديسمبر 2020، وهي تتخذ من «الثقافة حق للجميع» شعاراً لها ومشروعها الثقافي والتنويري ودورها البرلماني، وهو ما يظهر فيما تنجزه منذ أن قامت بحلف القسم بالبرلمان كعضو فى لجنة الثقافة والإعلام والآثار. من هنا توجهنا إليها لمحاورتها عن دورها الرائد في التنوير، ورأيها في الوعي كقضية مصر الكبرى. وإلى نص الحوار:
بداية.. هل هناك إحصائية خاصة بعدد الجمعيات الثقافية المستقلة التى تتبع وزارة التضامن ودورها فى تحقيق العدالة الثقافية؟
تقدمت بطلب بصفتى عضوًا بلجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان إلى وزارة التضامن لابلاغنا بعدد الجمعيات الثقافية التي تتبع الوزارة ولم يتم الرد علي حتى الآن، كما تقدمت بطلب إحاطة بخصوص الكيانات الثقافية التي تتبع وزارة التضامن وحتى الآن لم يناقش هذا الطلب.
ما مصير القانون الخاص بحماية الملكية الفكرية الذي تقدم به اتحاد الناشرين المصريين؟
هذا القانون تم عرضه على الحكومة ولم يأتي إلى المجلس لمناقشته بعد دراسة الحكومة له، وبالتالي سيتم دراسته من قبل أعضاء لجنة الثقافة والإعلام.
هل تم التوصل إلى مقر لنادي القصة المصرية بعد صدور حكم بإخلائه وتسليم مقره لـ الورثة؟
تخص مشكلة نادي كل الشخصيات الاعتبارية وعقود الإيجار الخاصة بها، فى ظل وجود حكم من المحكمة الدستورية بإنهاء عقود الإيجار الخاصة بهذه الكيانات التى تتبع شخصيات اعتبارية، من بينها شركات ومدارس وكيانات ثقافية، وبالنظر إلى كل الأماكن التى تتبع شخصيات اعتبارية استطاعت مادياً أن تنقل نشاطها إلى أماكن أخرى، وهو ما لم يتحقق للأماكن التى تتبع لشخصيات اعتبارية ثقافية مثل نادى القصة و أتيليه القاهرة وأتيليله الإسكندرية ودار الأدباء، ولكن أمام حكم المحكمة الدستورية لا تستطيع مخالفته، وبالتالى تقدمت بطلب إحاطة توجهت فيه إلى وزارة التضامن ووزارة الثقافة ومجلس الوزراء لتقنين وضع الكيانات الثقافية المضارة ومنها نادي القصة بعد صدور حكم بإخلاء مقرها التاريخي لورثة العقار.
أخبرينا أكثر عن فكرة الكيانات الثقافية
الكيانات الثقافية هي جزء من تاريخ مصر الثقافي، وهى كيانات فى الغالب غير ربحية لا تستطيع فى أي حال من الأحوال شراء المبنى الذي تقطن فيه، ولكن للأسف لم يناقش طلبي بالبرلمان حتى الآن، ولم أتلقى أي ردود لا من وزارة التضامن أو مجلس الوزراء أو وزارة الثقافة، ودعني أشير هنا أن محاولاتي فى هذا الأمر هى محاولات فردية، وبالتالي أطالب بوجود محاولات جماعية ضمن رؤية واستراتيجية أعم وأشمل للحفاظ على الكيانات الثقافية التاريخية فى مصر، خاصة وأن هناك كيانات ثقافية ستنتهي عقود إيجارها الفترة القادمة، وبالتالي ستتراكم الأزمات وستواجه نفس المشكلة منها أماكن تتبع “التضامن”، وتمارس فيها الأعمال الثقافية مثل منافذ توزيع الهيئة العامة للكتاب التي سوف تضار بهذا الحكم، وإن كانت الهيئة العامة للكتاب ووزارة الثقافة ستتولى إيجاد أماكن بديلة لها، وستحل المشكلة، ولكن فى المجمل نحن بحاجة إلى رؤية للحفاظ على تاريخ مصر الثقافي في ظل حكم محكمة يعطي الملاك حقهم فى رجوع ممتلكاتهم لهم وإن كان ذلك يشكل معضلة لهذه الكيانات.
وهنا ألفت النظر أيضًا إلى أن الدكتورة إيناس عبد الدايم خاطبت وزارة الأوقاف لإيجاد مقر لنادى القصة بعد صدور حكم قضائي بإخلائه وتركه لورثة العقار، ولكن كل ما تلقيناه من أماكن إيجار مكلفة ماديًا لا يستطيع نادي القصة سدادها شهريًا، وبالتالي فإن أزمة نادي القصة لم تنتهي بعد.
هل هناك مشروعات قوانين مشتركة بين لجنة الثقافة والإعلام والاتصالات بـ النواب فى ضوء التحول الرقمي؟
بخصوص مشروعات مشتركة بين لجنتي الثقافة والاتصالات بالبرلمان بهذا الشكل غير موجود، ولكن دعني أؤكد أنه متاح خاصة فى ظل وجود أي مشروع ثقافي يحتاج إلى تحويله رقمياً أو يعاني من بعض المشكلات فى هذه الحالة تساهم ليس فقط لجنتي الثقافة والاتصالات على إيجاد حلول لها بل ولجان أخرى.
ما تصورك لمسألة تجديد الخطابين الثقافي والديني لمواجهة الأفكار المتطرفة والتراثية بمجتمعنا المصري؟
اعتبر أن مشروع التنوير وتجديد الخطابين الثقافي والديني ليس مشروعى البرلمانى فقط، بل هو مشروع حياة بالنسبة لى، وكذلك هو مشروع والدي الشيخ مصطفى عاصي -رحمه الله رحمة واسعة- الذي كان دائم الكتابة عن حرب التطرف، واعتبر أن تجديد الخطاب والتنوير ليس بالشئ السهل لأن التطرف الديني خاصة وأن تأصيل العادات يحتاج إلى مراجعة، وهو أمر ليس بالهين لأنه مرتبط بالتنشئة.
وحدوث ذلك يحتاج إلى كثير من الجهد والتجربة والانفتاح على الثقافات والأفكار الأخرى، وطرحها بصراحة وشفافية، وعلينا أن نعمل على ذلك من خلال تغيير مناهج التعليم، وتنبيها لأفكار جديدة، ومن خلال تبني أنشطة ثقافية مع الآخر، وهو ما يؤدي مع الوقت إلى تغيير ما توارثناه من أفكار وعادات قد يكون بعضها خاطيء، وعلينا أن نبدأ بإرادة قوية لتغيير جذري من قبل جميع أجهزة الدولة لتغيير كل ما توارثناه من أفكار وعادات خاطئه في مجتمعنا.
بعد روايتك «غيوم فرنسية».. ما مشروعك الأدبي الجديد ؟
انتهيت منذ سنة من كتابة رواية لكن مع انتخابي فى البرلمان، وازدحام جدول أعمالي تركتها بعض الوقت، وهى تحتاج إلى مراجعة، وتدور أحداثها وتتفق مع عدد من الأفكار والأحداث أبرزها انهيار الاتحاد السوفيتي، والحرب السوفيتية الأفغانية، والآن أقوم بمراجعتها تزامنا مع نشهده من أحداث فى كابل الآن وعودة طالبان.