منير القادري: الأخلاق تقود إلى تحقيق فلاح الإنسان في الدنيا والآخرة
تناول الدكتور منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى، موضوع "المقاصد الاخلاقية للقيم الروحية وأثرها في السياقات المعاصرة"، أثناء مداخلته، في الليلة الرقمية السابعة والستين من ليالي الوصال الرقمية التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، ومؤسسة الملتقى، بتعاون مع مؤسسة الجمال.
أبرز "القادري" في كلمته المقاصد الروحية والأخلاقية للدين الإسلامي التي تتمثل في تبيان الطريق الذي يقود الى تحقيق فلاح الإنسان في الدنيا والآخرة، موضحا أن هذا الجانب يمثل البعد العملي والإنساني لرسالة الإسلام، وهي إخراج الناس كافة من عبادة العباد وعبادة النفس واتباع الهوى إلى عبادة الله الواحد القهار ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور المعتقدات الزائفة إلى نور الإيمان.
وأوضح رئيس مؤسسة الملتقى أن مقصد الدين الاسلامي هو إقامة صرح الأخلاق الإحسانية في الأرض لتعم الانسانية كافة، مضيفا أن هذه المقاصد قائمة على حب الخير والإحسان للجميع وإفشاء السلام وبذله بين كافة الناس وإشاعة الرحمة والتيسير على الخلق مستدلا بقوله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وتابع "القادري"، أن الإسلام يحث المسلمين قبل غيرهم على طلب السلم والسلام والأمان مستشهدا بقوله تعالى في سورة البقرة "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة"، وهو ما لا يتأتى إلا بإشاعة معاني الإحسان وحسن المعاشرة ومراعاة الجوار والمعاملة بالحسنى بين الناس مستدلا بالحديث الشريف "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
واعتبر أن مكارم الأخلاق تمثل جوهر ديننا الحنيف، الذي لا يفصل بين الممارسات الظاهرة من أداء الشعائر والمناسك والعبادات وبين الثمار النفسية الباطنة والآثار الخلقية، مستشهدا بقوله تعالى “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر”.
وأكمل: أنه جهاد أخلاقي داخلي يتجلى على قلب صاحبه بأنوار وإشراقات ومقامات عرفانية، لكنه يروم في الوقت نفسه الوصل بين مظاهر هذا الدين وتجلي ثمراته في المعاملة بالأخلاق في حياة الناس، أنها مجاهدة قلبية ونفسية لولاهما لصار وجود الإنسان كله عبث وبلا معنى، إذ لا غنى للإنسان عن خوض تجربة التربية على الأخلاق والقيم وجهاد النفس ومحاسبتها (الجهاد الأكبر).
وأكد أنها محاسبة جديرة أن تجعل الانسان يرتد إلى باطن ذاته ويستشعر مقدار الأمانة التي تحملها انها امانة المسؤولية الأخلاقية تجاه نفسه ووطنه والخلق أجمعين موردا مقولة للفيلسوف الدكتور طه عبد الرحمن "إن الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان ليس هو قوة العقل وإنما هو قوة الخلق إذ لا إنسان بغير خلق".